للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

لا يخيف، أما ما يخشاه زميلنا الشيخ المغربي من تثبيت العامية فخشية مبالغ فيها.

وجنح بعض الأعضاء إلى بيان فوائد ودراسة اللهجات، كالأستاذ فريد أبو حديد الذي بين فائدتها في درس التاريخ، ومما قاله أن اللغة وثيقة الاتصال بالقوم الذين يتكلمونها، فدراسة اللهجات بما تكشفه من اتصال بينها تدل على صلات كانت بين الأقوام الذين يتكلمونها.

ثم انتهى المؤتمر إلى الموافقة بالأغلبية على الخطة التي تقدمت بها لجنة اللهجات.

ويلاحظ أن مؤيدي دراسة اللهجات العامية لم يجيبوا عن سؤال المعارضين: أليس لدى المجمع مسائل أهم من هذه الدراسة وأولى بعنايته وجهده؟ فقد ذهبوا إلى تمجيد البحث العلمي واستنكروا السؤال عن الفائدة، وحتى من بين منهم الفائدة لم يذكر أهميتها بالنسبة لبقية أغراض المجمع.

وعبد الله الفقير إليه، كاتب هذه السطور، يريد أن يحمل نفسه لا على التسليم بقدسية البحث العلمي فقط، بل يفرض أن لدراسة اللهجات العامية فوائد لا تحصى ومنافع لا تستقصي، كما يعبر مؤلف (ثمار الإنشاء) ويريد أيضاً أن يحني رأسه ولو قليلاً أمام عظمة علماء اللغات في فرنسا وفي غير فرنسا، ولكنه يريد مع ذلك أن يعرف هل مجمع فؤاد الأول - للغة العربية أو للبحوث العلمية؟ أليست مهمته الأولى المحافظة على سلامة اللغة العربية وتلبية حاجة الناس إلى التعبير الفصيح بمواجهة المستحدث وتصحيح الخطأ وغير ذلك. فهل فرغ من هذه المهمة، بل أقول هل بلغ شيئا ذا بال من النجاح فيها حتى يعد الأمواج ويسعى وراء الحقيقة المطلقة في عالم البحث غير ناظر إلى الأهم والمهم والفائدة؟

إن الناس يرمون المجمع بالتباطؤ والتثاقل في إنجاز الأعمال ذات المنافع القريبة، فالمجمع حين يوغل فيما وراء هذه المنافع يضيف إلى ما يرمي به العقم وعدم الإنتاج المفيد.

القلم والقنبلة:

دافع الأستاذ عبد العزيز الشوربجي المحامي عن أحد المتهمين في قضية القنابل، فأشار إلى المقالات السياسية التي كان يكتبها المتهم، وتساءل: كيف يتصور أن تلقي هذه اليد القلم وتمسك بدلا منه المسدس والقنبلة، واليد التي تكتب دفاعاً عن مصر تعود فتنكب مصر، واليد التي أسالت المداد من عصارة الذهن وفي وضح النهار تعود فتسفك الدماء في الظلام؟ إلى أن قال: هل رأيتم أن كاتبا أو صحفيا انقلب مجرما فوضويا؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>