ولن يجد المرء صعوبة في أن يوفى المواضيع السابقة حقها من الشرح والإيضاح في أسلوب رقيق سهل، فتكون أقرب مأخذا وأسرع إلى الفهم، كما فعل المؤلف حين أراد أن يوضح العلاقة بين مناطق الإلكترونات في الذرة، وبين الخواص الكيميائية الدورية التي نبهت مندليف إلى ترتيب العناصر في جدوله.
ويتمسك المؤلف برأي أينشتين في أن الطاقة والمادة شيء واحد، وهو بحث علمي رياضي يجب أن تغفله في كتاب عام أنشئ ليوضح فكرة جديدة في سهولة ويسر.
وفي ص ٦٨ ينصح المؤلف القارئ فيقول:(ويلاحظ القارئ أن في سياق الحديث بعض النقط الفنية عويصة قد يتعب ذهنه في إنعام النظر فيها. إذ لا يمكن التوسع في تبسيطها لأنه يستلزم مضاعفة صفحات الكتاب، والكتاب مجال محدود لا يسمح بذلك التوسع، فللقارئ أن يتجاوز هذه النقط إذا لم يشأ التريث للفهم). وكان في قدرة المؤلف أن يسد النقص الذي يومئ هو إليه لو أنه أغفل كثيرا من المواد الجافة المعروضة ليحل محلها الشرح الوافي المبسط للنقط الهامة.
وفي الكتاب هنات يسيرة أعرضها في ما يأتي:
١ - خرج المؤلف عن المألوف في ترجمة بعض المصطلحات العلمية. ففي صفحة ٢٩ بالجو المغناطيسي الجاذبي والصحيح المجال المغناطيسي. وترجم بالجو الكهربائي والصحيح المجال الكهربائي. وفي صفحة ٣٤ ترجم بالقوة الدافعة الكهربائية والصحيح القوة الطاردة المركزية
٢ - قال المؤلف في ص ٥٢: الجرافيت وهو الفحم الجوى المضغوط. والصحيح أن الجرافيت صورة من صور الكربون توجد في الطبيعة في سيبيريا وسيلان والهند وإنجلترا وكاليفورنيا يمكن الحصول عليه صناعيا من تسخين خليط من الفحم الحجري أو فحم الكوك ومن الحديد بنسبة ٣: ٩٧ في فرن كهربائي فينتج نوع نفي من الجرافيت الصناعي ويتبخر الحديد من أثر الارتفاع الشديد في درجة الحرارة.