المماليك ومن ذلك يبدو لنا أن المصريين والعرب قد ساهموا - ولا مريه في ذلك - بنصيب كبير في الحرب ضد الصليبيين والمغول في عصر الأيوبيين والمماليك فإن هذه الأرقام الضخمة التي يحفظها التاريخ للجيش الإسلامي المهاجم أو المدافع لا يمكن أن تفهم إلا على أساس اشتراك المصريين والعرب في هذا الجيش الذي يجب أن نميز فيه بين جيش نظامي ثابت قد يكون للعرب والمصريين فيه نصيب متواضع، وبين جيش قائم بحملة حربية، يساهم فيه هؤلاء بالنصيب الأوفى.
كان الجيش في العصر الفاطمي مقسماً إلى درجات ثلاث رئيسية: أولاها طبيعية الأمراء وأعلاهم ذو الأطواق الذهبية، ثم حملة السيوف الذين يحرسون الخليفة في موكبه، ثم القواد العاديين. وثانيها رجال الحرس، وأرقاهم الأستاذون الذين يوكل إليهم مهام الأمن، ثم شباب الحرس وهم نخبة ممتازة من شباب الأسر عدتهم خمسمائة، ثم فرق ثكنات الخليفة ويبلغون زهاء خمسة آلاف وثالثهما فرق الجيش كل فرقة تحمل أسماً خاصاً بها كما ذكرنا.
وتكون الجند زمن الأيوبيين والمماليك من طبقتين: هما المماليك السلطانية وأجناد الحلقة. أما المماليك السلطانية فكانوا أعظم الأجناد شأناً وأرفعهم قدراً وأشدهم إلى السلطان قرباً وأوفرهم إقطاعاً ومنهم تؤمر الأمراء رتبة بعد رتبة.
وأما أجناد الحلقة فهم عدد جم وخلق كثير، ولكل أربعين نفساً منهم مقدم ليس عليهم حكم إلا إذا خرج العسكر في الحرب، فإن مواقفهم معه، وترتيبهم في مواقفهم إليه
ومن الأجناد طائفة ثالثة يقال لهم البحرية يبيتون بالقلعة وحول دهاليز السلطان في السفر كالحرس، وأول من رتبهم وسماهم بهذا الاسم الملك الصالح نجم الدين أيوب. وللجيش هيئة أركان حرب كان السلاطين يعتدونها لرسم الخطط وإعداد العدة ولم يكن للسلطان بد من أن يعني برأيهم ويعمل به، وكثيراً ما كان يخبرهم أنه كأحدهم يكفيه فرس واحد وجميع ما عنده لمن يجاهد في سبيل الله.
وكان الجيش مقسماً خمسة أقسام: مقدمة، وتكون أمامه لتبدأ المناوشات وتتعرف الطرق وترتاد المواضع وهي غالباً من الفرسان؛ وقلب وسط الجيش وفيه يتخذ القائد العام مركزه غالباً حتى يراه جميع الجند لتنفيذ أوامره، أو في المقدمة ليثير حماسة الجند ويلقى الفزع في نفوس أعدائه وفي عريش له على ربوة يشرف منها على جيشه. أما الكتيبة الثالثة