بالسلام والعالمية. ويعتبر مثلاً قديماً من أمثلة الدعوات إلى السلام والإيمان بضرورة جعل العالم أسرة واحدة متحابة متعاونة متكاملة، فليتأمل أقطاب هيئة الأمم المتحدة هل أتوا بجديد؟ ولينظر مفكرو الغرب كيف ساهم الشرق القديم في دعم السلام العالمي والأمن الجماعي بفكره ولما يزل في دور الطفولة.
بعد هذا العرض السريع لتراث فكري دفع العقل إلى الأمام بما قدم من غذاء لعصور زكية، نقف هنيهة نتساءل: أليس من الخطأ أن نقول إن الفكر الشرقي في القديم خرافي كله؟ ونجيب عن أنفسنا: إن الخرافة كانت تسود في هذه العصور، ولكن الفلسفة كانت تطل برأسها بين الفينة والفينة، وترسل بارقة مضيئة بين الحين والحين؛ حتى نرى الفكر الهندي والصيني يضرب بسهم في عالم الفلسفة، فقد حاول الهنود والصينيون تفسير بعض جوانب الكون تفسيرات عقلية، كان يمكن أن تصير فلسفة لولا تقيد ببعض أغلال التقاليد، وهروع أحياناً إلى الخيال، وتناثر في الآراء، وإعواز إلى مذهب يلم شتات هذه الأفكار المبعثرة والنظرات المتفرقة، واقتصار على الفلسفة العملية سياسية كانت أو أخلاقية. ولو قد تجرد هؤلاء القدماء من النزعة الدينية الساذجة وأخذوا أنفسهم ببعض التأليف بين النظرات المبعثرة لأمكن أن يخرج اتجاه ميتا فيزيقي عام كما حدث عند اليونان إبان عصر الفلسفة.