للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وللأستاذ الأديب - أيضاً - خالص مودتي وتحياتي.

سؤال وجواب صريحان:

يقول الأستاذ (إبراهيم حسين خالد) المدرس بالمنصورة في رسالة كتبها إلى: (نحن خمسة ولنا ندوة متواضعة نجلس فيها كل ليلة نقرأ الرسالة وما تيسر لنا من كتب الأدب، واسمح لي أن أقول لك في صراحة من القول وجرأة من الحديث، لقد جال بخاطرنا سؤال طالما ناقشناه وقلبنا وجوه الرأي فيه ولكننا لم نظفر بالجواب المرضي والنتيجة المريحة، فهل لك يا سيدي أن تتكرم بمشاركتنا في هذا البحث وتدلنا على وجه الصواب فيه ولك من المولى حسن الجزاء؟ لماذا يا سيدي هجر الرسالة وهي كتاب الشرق وسفر الأدب العربي بعض قادة الفكر وأعلام البيان؟).

سأجيب عن هذا السؤال إجابة صريحة، وأبيح لنفسي أن أفضي بها رغم ما فيها من بعض (الداخليات) لأنها قضية يجب أن تثار ليعلم بها التاريخ الأدبي على الأقل.

ولعل بعض الجواب أو ما يمهد له هو ما أثاره في مجلة (الأديب) اللبنانية جماعة من أفاضل الأدباء منهم الأستاذ نقولا الحداد، والموضوع الذي كتبوا فيه هو (الأدب الرخيص) يعنون به ما تنشره أكثر المجلات المصرية، وقد ألقي الأستاذ يوسف غانم التبعة في كساد الأدب العالي على الأدباء الكبار فقال: (فكبار الكتاب كما لا يخفى يساهمون في تحرير هذه المجلات، فلا غرو إذا فسدت الأذواق، فالمتأدب الذي يلقن منذ الصغر أن طه حسين والعقاد والحكيم والمازني وغيرهم هم مشاعل النهضة الأدبية المعاصرة - يجد لنفسه العذر الكافي في متابعة هؤلاء الكتاب حيثما كتبوا وفي الاعتقاد أن المجلات التي يكتبون فيها هي من أرقى الصحف والمجلات. فما اجدر أدباءنا الكبار أن يقتصروا - في نشر إنتاجهم - على المجلات الأدبية الرفيعة فيروجون للأدب الرفيع الذي قامت شهرتهم على دعائمه)

انتهى كلام الأستاذ يوسف غانم في مجلة الأديب.

والمسألة أن تلك المجلات تغري أدباءنا بالأجور الكبيرة، التي تزيد على ما تستطيع المجلات الأدبية، لأن هذه لا تبلغ شأو تلك في الربح من سعة الانتشار، وهي لا تستطيع أن تتنازل عن مستواها الرفيع وتفرط في رسالتها الأدبية فتصطنع ما تصطنعه تلك المجلات من أدوات الانتشار.

<<  <  ج:
ص:  >  >>