وأدباؤنا الكبار قد أبطرتهم تلك الأجور، إذ أصروا في أنفسهم على أن تكون (تسعيرة) لهم. . . ويخيل إلي أنهم في محنة وأنهم يعانون صراعاً نفسياً بعض أسبابه أن يضطروا إلى الكتابة بجوار (المايوهات) وأن يضطروا إلى شيء من التنسيق بين ما يكتبون وبين الأذهان التي تتراقص فيها صور (المايوهات).
ومن أسباب ذلك الصراع الذي يخيل إلي، أنهم ذوو مثل فنية، تجذبهم من طرف، وتشدهم من ناحية أخرى رغبة في الترف.
على أن الرسالة من جانبها تحرص على أن تقدم جيلاً جديداً من الكتاب أو (وجوهاً جديدة) كما يعبر السينمائيون، وقد كان الأساتذة الكبار يوماً وجوهاً جديدة، وسيأتي بعد زماننا وجوه جديدة، ولن تجد لسنة الله تبديلا. والرسالة تحمد الله الذي يشد أزرها ويهب العافية لصاحبها ويبعث التجديد في حياتها ويبقي عليها قراءها، وإن كان منهم من يسأل - لسابق العهد - عن فلان وفلان
الباليه:
انتهى في هذا الأسبوع موسم فرقة (باليه دي مونت كالو) على مسرح الأوبرا، وحلت محلها الفرقة الإيطالية، التي ستعمل في الأوبرا شهراً ثم يختتم الموسم الأجنبي في الأوبرا بفرقة فرنسية.
ويقوم فن (الباليه) على التمثيل بالرقص بحيث تعبر حركات الجسم عن المعاني المختلفة وقد حفلت الصحف والمجلات بصور فتيات (الباليه) في أوضاع متباينة بعضها مسرحي، وبعضها في غرف (التواليت والماكياج) وبعضها في حفلات خاصة مرحة. . . فكانت هذه الصور مادة (طيبة) للصحافة المصرية التي أصبحت تتنافس في تقديم (مشهيات) للغرائز ولا تعدم ناقداً فنياً حصيفاً. . . يكتب إلى جانب هذه الصور فيقول إن هذا الرقص (الباليه) روحي بحت ولا يتصل بإثارة الغرائز بسبب من الأسباب!
وهذا الرقص (الروحي) يقوم به فتيات من أجمل فتيات أوربا يشترط ألا تتجاوز أعمارهن الثلاثين، ويرقصن باديات المحاسن عاريات السيقان والأفخاذ على الأقل، والمستور مجسم. . . ولا بأس على (الروحانية) من ذلك. . . فهن يمثلن البجع أو الحوريات الهواء، وعلى المتفرج أن يكون قوي التصور فيتخيل أن الراقصة بجعة أو شيء آخر غير أنها فتاة!