وضمنتها الخيال البعيد والفكر السديد، والحيل الغريبة، والمحاورات المفيدة، وزينتها بالحكم الغالية، والفلسفة العميقة، والفكاهة الحلوة، والنادرة المستملحة، وغير ذلك من الأغراض التي يرمي إليها كبار علماء التربية في هذا العصر، والتي يجب أن تحملها كل كتب التربية، كل ذلك في معرض مشوق أخاذ. والتشويق أنجع دافع إلى القراءة والانتفاع بما في الكتب والأسفار، يستوي في ذلك الكبار والصغار، أما طبع هذه المجموعة والشكل والعرض والأسلوب والصور التي تزينها، فهي كذلك مما لا يكاد يوجد مثله في مطبوعات أخرى.
وإذا كان لي من قول أذكره لأخي بعد تجارب تقرب من أربعين سنة قضيتها في الدرس والتحصيل، فهو اعترافي بأنك قد وفقت أعظم توفيق في إخراج هذه المجموعة النفيسة التي بدت تختال في هذا الشكل الرائق والموضوع الفائق، وأستحثك على أن لا تني في الاستزادة منها ليدوم النفع وتستمر الإفادة.
وإني تلقاء هذا العمل الجليل أتوجه لأخي الكريم بالتقدير العظيم على ما بذل ويبذل من جهد وتعب في سبيل تثقيف الناشئين وغير الناشئين، وبالشكر الجزيل على سائر الممالك الأدبية والعلمية التي أخرجتها وتخرجها كل يوم لنفع الناس أجمعين.
أعانك الله وأدام توفيقه لك، ومتعك بكمال الصحة وموفور العافية. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(المنصورة)
محمود أبو ريه
٢ - من طرائف حافظ إبراهيم:
كان المويلحي الكبير إبراهيم بك المويحلي يمدح الإنجليز ويثني عليهم، أما حافظ إبراهيم فكان يمقتهم ويثلبهم، ومما قال في ذلك:
وحبيب لي عزيز ... وهو في حرز حريز
ليته يحتل قلبي ... كاحتلال الإنجليز
وفي مجلس بمنزل عبدة الحمولي في سنة ١٨٩٨ حضره الكاتبان الكبيران الشيخ إبراهيم