للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إلا كفور للهدى متنكب ... أو جاهل في غيه متردد

ولكبر ما نقموا عليه ضلة ... قربى تبر، وهفوة تتعمد

ثم انتهى إلى علي فحدثنا عن قربه من النبي، وتربية النبي له، وزواجه من ابنته، وإسلامه صبيا فلم يدنس الكفر نفسه، ولم يسجد لصنم طوال حياته، ثم وصف عدله، وعلمه، وتواضعه، وعبادته وورعه وزهده وشجاعته وبلاغته، وكل هذا الحديث عن الخلفاء الراشدين ينطق أن شاعرنا سني يفضل الخلفاء كلهم لا شيعي يقدم علياً على سواه بل هو يرتبهم في الفضل كترتيبهم في الخلافة، غير أنه مما يلاحظ أنه أثنى على أبي بكر وعمر بأعمالهما بعد الخلافة ثناءً مستفيضاً، حتى إذا جاء إلى علي وعثمان أثنى عليهما بفضائلهما الشخصية أكثر مما أثنى عليهما بأعمالهما بعد الخلافة، ربما يكون منشأ ذلك أن أبا بكر وعمر كانت أعمالهما بعد الخلافة في تثبيت دعائم الإسلام ونشر دعوته أكثر من زميليهما، ومن أجل هذا كان الثناء المستفيض.

قبل أن نختم حديثنا عن صاحبنا المحيوي نريد أن نشير إلى أنه كان ناثرا مثلما كان شاعرا، غير أن نثره لم أعثر عليه، ولعلي أوفق يوما ما إلى الاطلاع عليه ودراسته، ولقد ألف كذلك كتابا أهداه إلى ولي نعمته محي الدين محمد بن سعيد لا نعلم اسمه وإن كنا نستطيع أن نفهم موضوعه حين نقرأ قوله واصفا إياه.

العبد أيدمر تطلب تحفة ... تكسي القبول لسيد الأصحاب

فرأى أجل هدية تهدى له ... ذوب النهى، ونتائج الألباب

فأجال في روض القرائح فكره ... ثم انتقى منه لباب لباب:

من طيب نادرة، ولطف فكاهة ... وبديع بادرة، وحسن خطاب

وسوائر الأمثال قد وشحتها ... فيه بمعجز سنة وكتاب

والجد موصولاً بهزل ينشط ال ... قارئ، ويطرب أيما إطراب

ونوادر الحكماء والبلغاء، وال ... خطباء، والشعراء، والكتاب

وجمعت فيه إلى سلامة رقة ال ... حضر اللطيف جزالة الأعراب

فأتاك كالحسناء قد لبست على الإ ... ثراء ثوب نضارة وشباب

والروضة الغناء أهدت نشرها ... ريح الشمال ضحى غداة سحاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>