للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بعض أخطاء لا تكاد تذكر، غير أنه قد أخطأ حقا حين قال يهنئ بالعيد:

لا أهنئ مولاي بالعيد إلا ... خوف تعطيل سنة تعتاد

فمن الجهل أن يهنأ بعيد ... من به الدهر كله أعياد

فمع صحة المعنى لا نشك مطلقا أنه ليس من أدب الخطاب أن يقال لأحد لا أهنيك بالعيد في مفتتح الكلام، ولكن شاعرنا لم يعن إلا بالمعنى وصحته بدون نظر إلى جمال الافتتاح وهو ليس أول من هفا تلك الهفوة بل سبقه بها سواه من الشعراء والشعراء المبرزين.

نظم شاعرنا قصيدة طويلة سماها الوسيلة المشفعة في مناقب الخلفاء الأربعة، وهي قصيدة طويلة تبلغ تسعة وسبعين ومائة بيت، عدد فيها مآثر الخلفاء وذكر فضائلهم، وبدأها برأيه فيهم كلهم وهو:

كل من الخلفاء غير محلأ ... عن مورد الشرف الذي لايورد

ولهم سوابق أنزلت كل امرىء ... حيث اقتضاه له التقي والسؤدد

وأقر بعضهم لبعض بالذي ... يسمو به من فضله ويمجد

فمضوا، ولم يتدافعوا حسناتهم ... كل لصاحبه يقر ويشهد

ثم مضى يعدد فضائل كل مبتدئا بأبي بكر، ذاكرا مآثره في الإسلام: فهو أول من آمن بالنبي، ولما مرض النبي أنابه عنه في الصلاة، فكان ذلك من النبي تقليدا له بالخلافة، ولذا كان أولى الناس بها، ولقد جمع أبو بكر أمر المسلمين بعد أن كادوا يتفرقون يوم السقيفة، وحارب أهل الردة حربا موفقا أعاد للإسلام بهجته، ثم حارب الروم والفرس، وكانت خاتمة حسناته أنه ولي الأمر عمر من بعده، وعمر هذا طالما نزل القرآن موافقا لرأيه وما بدا له، كما أن النبي كان يطلب من الله أن يعز الإسلام بدخوله فيه، حتى إذا دخل فرح المسلمون، وجهروا بدينهم بعد أن كانوا يخفونه، لما كان له من المكان له من المكان العظيم بين قومه وعشيرته، حتى إذا ولي أمر المسلمين بعد أبي بكر سهر على الرعية ومصالحها بعين لاتغفل، ففتحت الدنيا في عهده، ودرت الخير الوفير على المسلمين، فإذا أنهى عمر وتحدث عن عثمان ذكر له إعانته للمسلمين، بماله، وصومه وصلاته، وزواجه من بنتي النبي وفضله يوم جيش العسرة، ويوم بيعة الرضوان، ثم رد على من ينتقصه بقوله:

نطق الكتاب بفضله فمن الذي ... يرتاب فيه جهالة أو يجحد

<<  <  ج:
ص:  >  >>