مع أنها في الحقيقة أضعف التأويلات وينافيها سياق الحديث. وقبل شرح المقصود منه أرى أن أربط بين الحوادث والأحاديث حتى يستقيم الفهم ويتبين الموضوع.
زمن الحديث:
لم أجد - على الرغم مما قرأت - من ذكر العام ولو على وجه التقريب الذي قيل فيه هذا الحديث فرأيت أن أراجع طرقه ورواته من الصحابة ومن ذكروا فيه، وظروفه فتبين لي ما يأتي:
١. ليس هناك شك في أن الحديث كان بعد الهجرة لأن فبه من الصحابة الذين رووه أو وقعت معهم الحادثة. أبا بن كعب وزيد بن ثابت وأم أيوب وهؤلاء أنصار من أهل المدينة.
٢. إن هذا الحديث كان بعد العام الثامن للهجرة للأسباب الآتية.
(أ) من رواته أبو هريرة وقد أسلم سنة سبع للهجرة.
(ب) من رواته عمر بن العاص وقد أسلم سنة ثمان من الهجرة.
(ج) ممن ذكروا في طرق الحديث زيد بن ثابت على أنه أقرأ غيرهم، وزيد بن ثابت كانت سنه حين قدم الرسول المدينة أجد عشر عاما، ولا يكون زيد مقرئا لغيره إلا بعد أن يتجاوز حد الحلم وعلى أقل تقدير تكون سنه ليؤخذ عن القرآن في عهد الرسول سبعة عشر أو ثمانية عشر عاما.
(د) من رواة الحديث ابن العباس وهو قد ولد قبل الهجرة بثلاثة أعوام ولا يشترك في الرواية ولا يهتم بها إلا بعد أن يتجاوز العاشرة من عمره على الأقل ولا يتجاوزها إلا بعد سنة سبع للهجرة.
(هـ) وأقوى دليل وأثبته أن النزاع في القراءة بين عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم وقد أسلم هشام يوم فتح مكة وكان فتحها في العام الثامن الهجري أو في أواخر رمضان ولم يرجع الرسول إلى المدينة إلا في ذي الحجة فعلى أقل تقدير يكون الحديث في أوائل العام التاسع الهجري
(و) من الذين رووا الحديث من الصحابة أبو بكر نفيع ابن الحارث وقد أسلم في حصار الطائف، وقد كان ذلك في أواخر شوال وأوائل ذي القعدة من العام الثامن الهجري.
(ز) يضاف إلى هذه الأدلة القاطعة أن الحكمة التي قصدها الإسلام من الحديث والتي