للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الرسول أسأل الله معافاته ومغفرته سل الله لهم التخفيف فأنهم لا يطيقون ذلك فأنطلق جبريل ثم رجع فقال إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرفين قال الرسول أسأل الله معافاته ومغفرته رب خفف عن أمتي فأنهم لا يطيقون ذلك فانطلق جبريل ثم رجع فقال إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك على ثلاثة أحرف فقال أسأل الله مغفرته ومعافاته إنهم لا يطيقون ذلك سل الله لهم التخفيف فانطق ثم رجع فقال إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على سبعة أحرف فمن قرأ منها بحرف فهو كما قرأ ما لم تختم آية رحمة بعذاب أو آية عذاب برحمة).

لقد جاءت رحمة الله وصدر الإذن بأن يقرأ القرآن بحروف مختلفة والسبعة لا مفهوم لها بل هي دليل للكثرة يعلمه جبريل الحروف وهي الألفاظ وأداء الجملة - كما تؤيد ذلك اللغة - على شريطة ألا يتغير المعنى ولا يختلف السياق فبدأ الرسول يلقن الصحابة ما انزل الله عليه، هذا يلقنه الآية بألفاظ وذلك يلقنه الآية بالألفاظ مع اختلاف في بعضها وإن كان المعنى واحدا. لقنه كل هذا جبريل بأذن من الله العزيز الحكيم (فأيما واحد أصاب من ذلك حرفا فهو كما قرأ)

فغدا المسلون وقد حفظوا ما لقنهم فدخل عمر بن الخطاب المسجد فسمع هشام بن حكيم وهو قريشي مثله يقرأ سورة الفرقان بخلاف ما لقنه الرسول فكاد يساوره في الصلاة فصبر حتى أسلم فلما أسلم لببه بردائه وقال له من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأها قال أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كذبت فو الله أن رسول الله لهو أقرأني هذه السورة التي سمعتك تقرؤها فأنطلق يقوده إلى الرسول فقال يا رسول الله إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها وأنت أقرأتني سورة الفرقان فقال الرسول أرسله يا عمر اقرأ يا هشام فقرأ عليه القراءة التي سمعه عمر يقرأها فقال الرسول هكذا أنزلت ثم قال الرسول أقرأ يا عمر فقرأ القراءة التي أقرأها الرسول فقال الرسول هكذا أنزلت فوقع في صدر عمر شيء فعرف النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في وجهه فضرب صدره وقال أبعد شيطانا أبعد شيطانا أبعد شيطانا ثم قال يا عمر إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فأقرءوا ما تيسر منها إن القرآن كله صواب ما لم تجعل رحمة عذاب أو عذاب رحمة)

<<  <  ج:
ص:  >  >>