عنصر المفاجأة أهم ركن في القصة القصيرة على الإطلاق، وتحديدها عدد كلمات القصة بستمائة كلمة.
غير انه انحرف عن الصواب حينما برهن على صدق نقده بأن عنصر المفاجأة أهم ركن في القصة على الإطلاق بقوله:
(. . . إن القصة التحليلية حين تبلغ غايتها من تشريح العواطف والنزعات لا تكون محتاجة في الغالب إلى المفاجآت).
فقد كان لهذا القول يتفق مع الواقع لو أن مجلة المصور اشترطت أن تكون القصص المتسابقة من النوع التحليلي، فإن عنصر المفاجأة وإن كان غير ضروري في القصة التحليلية إلا أنه ولا شك من أهم الأركان التي تدعم عليها سائر القصص الأخرى.
ويقول الأستاذ المعداوي في كلمته:(إن القصة الطويلة بعد هذا هي وحدها المقياس الفني الكامل لمواهب القصاص وطاقة القصاص، ولا كذلك الأمر في القصة القصيرة).
وفي هذا الكلام نظر. . . فلو كان الأستاذ المعداوي يقصد بكلامه هذا أن قوة القصاص وطاقته الفنية يمكن قياسهما بقصة طويلة واحدة. . . فهذا هو المستحيل.
فإن مواهب القصاص ومقدرته وطاقته الفنية لا يمكن قياسها والحكم عليها بقصة واحدة، طويلة كانت أم قصيرة، كما لا يمكن الحكم على شاعر بقصيدة واحدة، ولا على كاتب بمقالة واحدة ولا على مصور بصورة واحدة. . . ففي قصص القصاص ما هو مرتفع إلى ذروة الكمال، وما هو مسف إلى أغوار الحضيض، كما في شعر الشاعر، ومقالات الكاتب وصور المصور؛ فالحكم الصحيح على الفنان والموازنة الصادقة بينه وبين غيره لا تكون إلا بمجموع ما أنتجه لا بجزء منه.
وأما إذا لم يقصد إمكان الحكم على القصاص بقصة طويلة واحدة فلا داعي أن ترجح كفة القصة الطويلة على كفة القصة لصغيرة في معيار القيم الفنية للقصاص، فكلتاهما سواء ما دام لا يمكن الحكم بهما منفردين.
أما أخذه على مجلة المصور قولها (إن ما يبذله كاتب القصة من جهد لا يقل إن لم يزد على ما بذله كاتب القصة الطويلة) فليس فيه إنصاف، فإن كاتب القصة القصيرة يلاقي دفعة واحدة جميع الصعاب التي كانت متفرقة في القصة الطويلة، فهو يكتب القصة القصيرة