العلمي الذي استعمله حلفاء الغرب لتوجيه هذا الانفعال الألماني هو إعادة (تثقيف) الشعب الألماني على أسس الديمقراطية الغربية.
أما السوفييت في منطقة احتلالهم من ألمانيا الشرقية، فإنهم يتبعون برامج تطبيقية عملية لبلشفة ذلك الجزء من ألمانيا بنفس الوسائل التي اتبعوها في كل شبر من أوربا الشرقية التي خضعت لنفوذهم، في بولندا ورومانيا وتشيكوسلوفاكيا وهنغاريا وبلغاريا ودول البلطيق. ففي ألمانيا الشرقية ألحق الروس أجزاء غنية من الوطن الألماني ببولندا وتشيكوسلوفاكيا وأمعنوا في انتزاع أنياب الألمان العسكرية بنقل المصانع ووسائل الإنتاج إلى روسيا، واستخدام المهرة من العمال الألمان فيها لخدمة الإنتاج الروسي، وزجهم مئات الألوف من الجنود الألمان المسرحين في معسكرات العمل الإجباري الخفي. هذا إلى توجيه النظم الاقتصادية في الصناعات الخفيفة والزراعة وأحوال المعيشة اليومية توجيهاً ماركسياً على النحو الذي تتبعه الحكومات الشيوعية في روسيا ومنطقة نفوذها في شرقي أوربا. وحلفاء الغرب وإن لم يلجئوا إلى هذه القسوة في قمع الروح الألمانية، سعوا تارة بجد وطوراً بغير جد للاحتياط لها على طريقتهم الديمقراطية. فقد أنشأ الحلفاء في اجتماع عقد في لندن في الربيع المنصرم مجلس الدفاع العسكري لألمانيا وهو يشرف على ثلاث هيئات تفتيشية تراقب الألمان في نشاطهم العسكري والصناعي، وفي بحوثهم العلمية، إلى جانب الهيئة الدولية لمراقبة الرور التي تحول بين ألمانيا وبين الاستفادة من الفحم والحديد لتنمية الصناعة الثقيلة وهي نوع خفي من الاستعداد الحربي، وقل من الخبراء بشؤون ألمانيا من يعتقد بأن حلفاء الغرب مستطيعون كبح النمو الألماني في الناحية القومية والصناعية والعسكرية.
وحتى في هذا الطور الحالي من أطوار النمو الألماني فإن الوعي الألماني قد أخذ ينفجر عن انفعالات تعزز هؤلاء الخبراء.
فقد أضرب مثلا عمال المصانع في منطقة الاحتلال البريطانية احتجاجاً على تفكيك المصانع الكبرى في تلك لمنطقة. والقارئ للصحف الألمانية في مناطق الحلفاء يلمس بوضوح على الرغم من وطأة الرقابة حدة الانفعال الألماني واتجاهه نحو هذا النمو القومي في شتى نواحيه. وإن مهارة العامل الألماني ووعيه وتركز النشاط الألماني في الصناعة