أمريكية للتوصية بإعادة محاكمتها من جديد. ويواجه الحلفاء كذلك تحديا ًقوياً من الاتحاد السوفياتي لإعادة الحكم الذاتي لألمانيا الغربية الذي هو في الواقع جوهر النزاع الشكلي بين الانجلوسكسون والروس في المشكلة الألمانية. ولعل هذه المصلحة المشتركة تفسر لنا بعض دوافع التحالف السوفياتي اليهودي في فلسطين وغير فلسطين حيث يشتد العنصر اليهودي في كل حزب شيوعي يدين بالولاء لموسكو.
والخوف من بعث ألمانيا لا يقتصر على هؤلاء بل يحسب حسابه الفرنسيون والبلجيكيون والهولنديون الذين أصابهم منه شر عظيم مرتين في ربع قرن. ولذلك فإن المشكلة الألمانية لا تزال موضوع خلاف على بعض النقاط الجوهرية بين حلفاء الغرب أنفسهم.
وهناك من يشير إلى خطورة برامج الاحتكارات الدولية (الكار تل) لاستغلال المهارة الألمانية في الإنتاج الصناعي على حساب مستقبل السلم الأوربي على نحو ما حدث في أعقاب الحرب العالمية الأولى.
ولكن تباين الصالح بين حلفاء الغرب حول البعث الألماني لم يحل بين صناع السياسة منهم، وبين تنفيذ مشروعات هامة للإنعاش الألماني.
والخلاصة أن الألمان حين يتركون لأنفسهم سيكون طموحهم لبناء المجد العسكري واستعادة المركز السياسي والسيطرة الصناعية على أواسط أوربا مقيداً بسياسة روسيا الصارمة في الشرق وسلطات المراقبة الحليفة في الغرب.
وكان كلا الفريقين يحاولان انتزاع عود الثقاب من يد الولد الشرير، وبقي عليهما انتزاع الشر نفسه. ولعل هذا أصعب المهتمين في جوهر أس (الإصلاحية) وهم عنه مشغولين بالتناطح.