للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في العصر الحديث. أخذ بصمات الأصابع لا يساعد على اقتفاء آثار المجرم وعلى إثبات جريمته فقط، بل إنه يعمل كذلك على حماية البريء ضد اتهامات لا يكون لها أساس من الصحة.

عندما تنظر إلى راحة يدك ترى خطوطاً عرضية وفجوات صغيرة تبدو أنها تتجه في جميع الاتجاهات؛ وعندما ننظر إلى أطراف أصابعك ترى أن تلك الخطوط تنظم نفسها في نموذج خاص. وهذا النموذج وتلك الفجوات كانت موضع دراسة العلماء لعدة سنوات وكان من نتيجة أبحاثهم أن توصلوا إلى هذه الحقيقة العجيبة وهي أن الخطوط التي توجد على راحة اليد تتكون قبل مولد الإنسان إلا أنها لا تغير شكلها مهما طال عمر الإنسان وتظل واضحة على اليد حتى يتحلل الجسم بالموت. ولم يكتشفوا أن بصمات أصابع كل أنسان تختلف عن غيره فحسب بل أن كل إصبع في اليد الواحدة يختلف عن غيره في تفاصيل النموذج.

ولو انفق وحدثت إصابة سطحية على الجلد الذي يغطي الإصبع نتيجة حرق أو نتيجة القبض على شيء ساخن فإن الخطوط قد تختفي مؤقتاً ولكنها لا تلبث أن تعود إلى الظهور مرة أخرى متخذة شكلها السابق. ولكن إذا جرحت راحة اليد أو الأصابع جرحاً عميقاً تظل هناك علامة دائمة.

ويعمل بنظام أخذ بصمات الأصابع في معظم أنحاء العالم المتمدن منذ ما يقرب منتصف قرن. وهذا النظام من الدقة بحيث لم يخفق مرة واحدة في تحقيق الشخصية.

الأبيض - سودان

إيليا حليم حنا

<<  <  ج:
ص:  >  >>