لأصحابه إلا بعدهم عن الشهرة وذيوع الاسم! أما بعضها الآخر فيحمل إلىَّ مقالات وقصائد مصحوبة برجاء مرسليها أن أدفع بها إلى المطبعة لتأخذ طريقها إلى صفحات (الرسالة) وأيدي القراء، لأن ذوقي المتواضع من شأنه - في رأيهم - أن يستجيب لأمثال هذه الوثبات الفكرية والتهويمات الروحية!
إن ردى على هؤلاء الذين يحتكمون إلى ذوقي ويطلبون وساطتي، هو أنني لا أملك لهم غير الشكر والإعجاب، ولكن إعجابي لن يغني من (الرسالة) شيئاً. . . أن المرجع الأول والأخير هو ذوق الأستاذ العميد واعجاب الأستاذ العميد وانه فيما أعلم لا يوصد بابه ولا يغلق قلبه في وجه الذين تلوح له منهم بوادر نبوغ أو نفحات ذكاء أو اكتمال أداة! أما الشاكون من إهمال إنتاجهم فيستطيعون أن يجدوا الجواب على شكواهم في هذه الكلمات، وليثقفوا من أن عميد (الرسالة) لا يتردد في نشر ما يستحق أن ينشر، ولا في تقديمه على غيره إذا كان يستأهل التقديم
والدليل على ذلك قصيدة هذا العدد، فإن صاحبها الناشئ لم يعرفه أحد ولم يقرأ له فيما أظن أحد. .
رأي في السير ريالزم:
يسألني قارئ فاضل من قراء (الرسالة) عن رأيي في مذهب (السيرريالزم) عقب أن أتيت على ذكره في الكلمة التي تناولت فيها بالنقد كتاب (خلف اللثام) وهل يقدر لهذا المذهب الجديد الذي غزا ميدان التصوير والأدب في فرنسا وبعض البلاد الأوربية أن تشيع تعاليمه وتسيغه الأذواق ويستجيب له الفنانون هنا كما استجاب له بعضهم هناك؟
إن رأيي الذي أومن به ولا أحيد عنه أن مذهب (السير ريالزم) شعوذة فنية لا أكثر ولا أقل سواء في ميدان التصوير أم في ميدان الأدب إن الفن الذي لا تخرج منه بغير (اللخبطة) لا يعد فناً! وأي فن هذا الذي لا يبعث في نفسك وحسك شعوراً بالجمال ولا تذوقاً لألوانه ومعانيه؟ أي فن هذا الذي لا تلمس فيه أثراً للربط بين فكرة وفكرة ولا بين مقدمة ونتيجة في أدب الكاتب ولا تناسياً بين بُعد وبُعد ولا بين زاوية وزاوية في لوحة الرسام؟!.
(لخبطة) ولا شيء غير (اللخبطة). . . وحسبك أن تقرأ كتاباً لأندريه جيد وآخر لأندريه بريتون، وأن تشاهد لوحة من لوحات دى لاكروا وأخرى من لوحات بيكاسو إن جيد يمثل