للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الوضوح والصدق والجمال، فهو قريب إلى عقلك قريب إلى قلبك، قريب إلى ذوقك؛ لأن أدبه وليد وشائج قوية من صلة الفن بالحياة. . . أما بيتون فهو هناك فيما وراء الواقع، أو فيما وراء العقل والقلب والذوق أو وراء الشطحات الفكرية التي تلغي كل صلة بين الفن والحياة!

بريتون في الأدب وبيكاسو في التصوير، وكلاهما عميد المذهب السريالي في فنه. . . أما بيكاسو فكان فنانا عظيماً يرفع من فنه الخصوم قبل الأصدقاء ولكن انحرافه في أواخر أيامه إلى هذه الشعوذة السريالية أفقده من كانوا يكبرون فنه ويشيدون بنبوغه وعبقريته! إن الفارق بين لوحة من لوحات دي لاكروا وأخرى من لوحات بيكاسو، هو الفارق بين فن يهز فيك مواطن الإحساس بالجمال وفن يهز مواطن الإحساس بالنفور. . .

إنك تستطيع هناك أن تخرج بشتى المعاني ولكنك لا تستطيع هنا أن تخرج بشيء!

هذا هو رأي في المذهب السريالي، وأؤكد للأديب الفاضل أن هذا المذهب الجديد لا يشق طريقه في فرنسا وهي موطنه الأول بسهولة ويسر لأن خصومه الكثيرين يهاجمونه في عنف لا هوادة فيه ويرمون أصحابه بالدجل والخروج على كل مألوف من أوضاع الفن وإذا كان بعض الكتاب والفنانين قد انحرفوا إلى هذا المذهب واندفعوا في تيار الدعوة إليه فإنه على التحقيق انحراف إلى حين واندفاع إلى حين. . . ذلك لأن الساخطين عليه لا يقاس إليهم الراضون عنه، سواء في مجال الكثرة العددية أو في مجال الطاقة الفكرية أو في مجال الشهرة والتفوق وغلبة الآراء والأحكام. ولا أعتقد أن مثل هذا الشذوذ في محيط الأدب والفن يمكن أن يكتب له البقاء هنا إلا إذا كتب له البقاء هناك، وهذا أمر يشك في وقوعه إذا ما احتكمنا إلى العقل الذي يزن النتائج على ضوء المقدمات!

حول مسابقة المصور للقصة القصيرة:

لم أكن أعرف أنني محتاج إلى دروس في فن القصة حتى قدر لي أن أطلع على كلمة في (البريد الأدبي) وجهها إلى الأديب حسن صادق حمدان في عدد (الرسالة) الماضي!

لقد رأى الأديب (العالم) أن يعقب على كلمتي التي نقدت فيها رأيا لمجلة المصور عن فن القصة القصيرة، ولقد جاء في تعقيبه أنني انحرفت عن الصواب حين قلت إن القصة التحليلية حين تبلغ غايتها من تشريح العواطف والنزعات لا تكون محتاجة في الغالب إلى

<<  <  ج:
ص:  >  >>