للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المفاجآت؛ انحرفت عن الصواب لأن مجلة المصور لم تشترط أن تكون القصص المتسابقة من النوع التحليلي. . لو راجع الأديب المعقب نفسه ورجع إلى ما كتبت لعلم أنني كنت أنقد رأياً ينادي بأن المفاجأة في ختام القصة تعد أهم أركانها على الطلاق ومعنى هذا أنني كنت أعترض على رأي يغلب عليه التعميم حيث يجب التخصيص، لأن هناك فناً قصصياً يخرج عن دائرة هذا الحكم الذي لا يفرق بين قصة موضوعية وأخرى تحليلية، هذا هو ما قصدت إليه في مجال التعقيب على رأي لا صلة له بما اشترطه (المصور) للمسابقة من تحديد النسبة العددية لكلمات القصة بستمائة كلمة، وإذن لا أكون قد انحرفت عن الصواب، ولكن الأديب المعقب هو الذي انحرف عن الفهم!

وأؤكد له مرة أخرى أن القصة الطويلة هي وحدها المقياس الفني الكامل لمواهب القصاص، وطاقة القصاص، وأن الجهد الذي يبذل فيها لا يمكن أن يقاس إليه نظيره في القصة القصيرة. ولقد قدمت له الرأي في شيء من التفصيل وبقي أن أقدم إليه الدليل: إن الأستاذ توفيق الحكيم بكتب (لأخبار اليوم) قصة تمثيلية قصيرة كل شهرين تحتل صفحة واحدة لا تزيد عليها إلا في القليل النادر ويمكنه أن يرجع إليه ليسأله عن الوقت والجهد اللذين يبذلهما في كتابة مثل هذه القصة إنه لا يتفق في كتابتها إذا ما نضجت الفكرة في ذهنه أكثر من بضع ساعات. . . هذا في تمثيلية قصيرة من فصل واحد، فهل يدري الأديب المعقب كم بذل توفيق الحكيم من وقته في وضع مسرحيته الجديدة (أوديب الملك) لقد أنفق من وقته وجهده أربع سنوات لا بضع ساعات!! ثم يظن أن العناء الذي لقيه محمود تيمور في كتابة قصة قصيرة مثل (خلف اللثام) يعادل ما لقيه من عناء في كتابة قصة ضخمة مثل (سلوى في مهب الريح) وإذا أراد أن يحكم على الطاقة الفنية عند توفيق الحكيم فهل تنكشف له هذه الطاقة من مسرحية تحتل صفحة من (أخبار اليوم) كما تنكشف له من (أهل الكهف) و (بجماليون) و (شهرزاد) و (سليمان الحكيم) و (أوديب الملك)؟! وهل تنكشف له الطاقة الفنية عند تيمور من قصة قصيرة كما تنكشف له من (نداء المجهول) و (حواء الخالدة) و (سلوى)؟! وبعد ذلك يقول في تعقيبه: (إن كاتب القصة القصيرة يلاقي دفعة واحدة جميع الصعاب التي كانت متفرقة في القصة الطويلة)!. . أي صعاب يا أٍستاذ؟ إن حي دي موبسان في مجال القصة القصيرة خير بكثير من أونوريه دي

<<  <  ج:
ص:  >  >>