الحظ الحسن. أطلق رصاصته ولكنها اخترقت قبعتي ولم تصبني بسوء، وجاء دوري فشعرت أنه تحت رحمتي فأستطيع إذا شئت أن أسلبه نعمة السعادة بل نعمة الحياة. . نظرت إليه في شوق، وكنت أنتظر أن أراه ممتقعاً شاحب الوجه. ولكن خاب ظني لأني رأيته يأكل فاكهته في هدوء واطمئنان ويلقي بالبذور إلى ناحيتي فتتساقط تحت أقدامي).
(فكرت في نفسي ماذا أجني من أخذ حياة هذا الشاب الذي لا يعنى بالحياة! ولمعت عيناي عندما خطر لي خاطر غريب، وأفرغت بندقيتي وقلت له، يخيل ألي أنك لا تهتم كثيراً بموتك أو حياتك في هذه اللحظة، وأنك تعنى بأفكارك أكثر من عنايتك بالمبارزة. . ليكن ما تراه فليس عندي الرغبة في إزعاجك.
فأجاب: أحب أن تلزم عملك فقط، وأرجو أن تطلق رصاصتك ولكن يجب أن تذكر أن لك أن تطلقها في المكان والزمان اللذين تشاء، وأنا رهن إشارتك في كل حين!)
(غادرت المكان وأنا أقول لشهودي أنا لا أرغب في إطلاق رصاصتي في هذا اليوم وانتهت المسألة وقت ذاك على هذه الصورة
ثم أرسلت استقالتي من الجيش واعتكفت في هذه القرية المتواضعة وأنا لا أفكر في غير شيء واحد هو الانتقام، وقد جاء وقته!)
وعندئذ أخرج سيليفيو الرسالة التي تلقاها هذا الصباح من أحد معارفه (ولعله محاميه) يقول له في أن الرجل (المطلوب) سيتزوج في القريب العاجل من فتاة رائعة الجمال. . ثم مضى في حديثه يقول (وليس من شك في أن الرجل المطلوب هو عدوي الذي أريد الانتقام منه. وها أنا ذاهب إلى موسكو. وسأرى إذا كان يقابل الموت وسط أفراح العرس بالفتور الذي قابله به وقت ذاك. وفي يده رطل من فاكهة الكريز)
ولما نطق بهذه الكلمات ألقى بقبعته إلى الأرض. منفعلاً ثم أخذ يسير في الغرفة جيئة وذهاباً كما يسير النمر المحبوس! ولم أعترضه أثناء حديثه فقد ملك لبي واسترعى انتباهي وأثار في أنواعاً متضاربة من العواطف.
ودخل أحد الخدم يقول لسيده. إن العربة قد أعدت، وهنا تناول سيليفيو يدي وصافحني في حرارة، وركب العربة التي كان فيها صندوقان يحتوي أحدهما على أسلحة الرجل وبنادقه ويحتوي الآخر على أدواته وملابسه. . ثم حياني مرة أخرى قبل أن تتحرك العربة، وفي