للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الامتعاض وحب الانتقام في أساريره، فإنه من تلك القرية البوسنوية المسلمة التي أغار عليها ذلك الوحش الآدمي المجرم (ميخائلوفيك) فحرق رجالها وهم يؤدون صلاة العيد في أحد مساجدهم واجبر، نساءها أن يرقصن على الثلج عاريات، بعد أن سلبهن الشرف والعرض، ثم أعدمهن رمياً بالرصاص. وكان من حظ رفيقنا هذا أن تأخر عن شهود الصلاة فنجا من الموت، وفر إلى اليونان ومنها إلى إيطاليا.

أما هذا الذي يشبه الصيني إلى حد بعيد فهو من تتار بولونيا غادر بلاده بعد الزحف الروسي ليحارب الظلم والاستبداد فوصل إلى جبال ألبانيا وحارب مع عصابتها جيوش المحور.

وجمعت المقادير بين الأربعة في أحد معسكرات إيطاليا، واستمتعوا إلى تلك الفظائع التي يرتكبها اليهود مع عرب فلسطين فهبوا للدفاع عن الحقوق المهضومة ورد العدوان الصارخ.

أما الباقون من أفراد الكتيبة فيستطيع من يراهم أن يعرفهم بسيماهم ولكنتهم العربية، فمنهم المصري والسوداني، ومنهم السوري والعراقي والمغربي واللبناني ومنهم غير هؤلاء كثيرون.

اجتمعوا حول النار في الكهف يتشاورون ويتباحثون في الأعمال التي يجب أن يبتدئوا بها في غدهم.

وقال قائدهم الأكبر، وهو فلسطيني أتم علومه أتم علومه في ألمانيا، ودرس الفنون الحربية في معاهدها، ونبغ في الهجوم الخاطف: في الصباح المبكر سنهجم على مواقع العدو القريبة منا في ناحية الشمال.

وأستقر الرأي أن يبدأ الهجوم من الساعة الخامسة قبل أن تبزغ الشمس، ويملأ نورها الجو، وصدرت الأوامر للجميع أن ينظفوا أسلحتهم، وأن يتموا استعدادهم. . . وتفرقوا إلى مضاجعهم

في زوايا الكهف، وفي الساعة الرابعة جلجلت أصوات المؤذنين في الفضاء: (الصلاة خير من النوم) فهرع الكل إلى الينبوع الذي لا يبعد كثيراً عن الكهف وأسبغوا الوضوء لصلاة الفجر، وأمهم قائدهم. ولما قضيت الصلاة، توجهوا إلى الله مخلصين أن يهيئ لهم النجاح

<<  <  ج:
ص:  >  >>