صوري يعالج مشاكل الجيل البائد من الأرثوذكسي الروسي بالإضافة إلى أن هذه الخطوة جاءت في مستهل التوسع السوفيتي الإقليمي مما صبغها بطابع من الدعاية لم يخف على أحد.
أما حالة الثلاثين مليونا من المسلمين في روسيا السوفيتية فغامضة يحط بها ستار من الكتمان لم يحاول الأزهر - وهو السلطة العليا في الإسلام - أن يعترف مبلغ بؤسها. فالاتصال الروحي والفكري والجغرافي مع هذه المناطق الإسلامية في القارة الروسية منقطع. وقد بعثت موسكو نماذج من المسلمين الروس إلى الحج على سبيل الدعاية ولكنها أقلعت عن ذلك. ولم يسمع للمسلمين الروسيين صوت المأساة التي ألمت ببيت المقدس. وفي تقرير نشرته جماعة من المسلمين القوقازيين المشردين في معسكرات اللاجئين الأوروبية أن النسبة الكبرى من قتلى الجيش الأحمر في معارك الشتاء الجهنمية (١٩٤٣) ضد الجبار النازي كانت من مسلمي القوقاز وتركستان والمناطق السوفيتية الإسلامية الأخرى في شرقي آسيا وأوسطها. فقد قدم السوفيت زهرة الشباب الروسي المسلم طعما لآلة الحرب السوفيتية في مستهل الهجوم العنيف الذي طوح بحملة هتلر، وكانت هذه أكبر تضحية في الأنفس التي قدمها الروس في الحرب المنصرمة.
على كل حال فإن ظروف الإسلام ليست خيرا من ظروف المسيحية في منطقة النفوذ الشيوعي في أوربا وآسيا.
وتنفرد اليهودية بحرية العمل في تلك المنطقة. فاليهود وحدهم محظيو السوفيت، ولهم حرية النشاط المذهبي والسياسي (كالصهيونية) والتنقل من روسيا وشرقي أوربا إلى أي مكان شاءوا خارج ما يسميه الغربيون (الستار الحديدي). وأرقام الوكالة اليهودية لسنة ١٩٤٧ تشير إلى أن ٨٩ بالمائة من يهود فلسطين هم من السلافين.
أما الكاثوليك في الاتحاد السوفيتي نفسه فقلة ضئيلة لا تتجاوز بضعة آلاف. ولكن الصراع بين الكومنفروم (الشيوعية العالمية) والفاتيكان يزداد حد يوما عن يوم في الدول الكاثوليكية التي يسطر عليها الشيوعيون إما بالغزو المسلح أو بموجب معاهدات بوتسدام وبالطا، أما بواسطة الانقلاب الثور ي كما حدث في تشيكوسلوفاكيا والدول الكاثوليكية في المعسكر السوفيتي هي: