بالأقطار العربية المشتركة فيها وقد اتخذت خطوات فعلية في هذا الاتجاه، فهلا ترون أن من مصلحة السودان العزيز وأهله الأعزاء أن يكون لديهم في بلادهم فريق من أبنائه يسيرون في دراستهم وفق المنهج الذي يسير عليه أشقاؤه في مصر الشقيقة الكبرى وأبناء عمومتهم في بقية البلاد العربية المتحدة المتضامنة سعياً وراء خيرها ورفعتها جميعا؟).
وهذه لفته بارعة من الدكتور الكرداني، وإن كان قد صاغها في قالب من التحفظ، فالسودان باتفاق السودانيين جزء من البلاد العربية إلى تتجه إلى توحيد غايتها الثقافية والتقريب بين برامج الدراسية، وتتخذ خطوات مصر وجهودها في ذلك المضمار محورا ومثلا لها، فكل جهد يبذل في الوقوف أمام انتشار التعليم المصري بالسودان ليس ضاراً فقط بوحدة الوادي، وإنما هو يمتد إلى مكان السودان من العروبة ونصيبه من قيمها الثقافية.
أما الأمر الثاني الذي لاحظته في هذه الزيارة، فهو أن الكرداني بك أدى مهمته باعتباره رجل تعليم وثقافة على خير ما تؤدى، وكان عندما يجعل بمثله أن يكون، لقي الجميع وأحسن التفاهم مع الجميع، فاحتفى به الجميع حتى امتدحت جريدة (النيل) وهي لسان الانفصاليين مسلكه في المناقشة وسعة أفقه. والذي يهمني من كل ذلك أن أضربه مثلا لرجل التعليم المصري ورسل الثقافة إلى جنوب الوادي، ولو أن كل من بعثنا بهم إلى هناك لهذه الغاية كانوا كذلك، ولم يقحموا أنفسهم فيما ليس من شأنهم، لتجنبنا كثيراً من الأشواك، ولما اضطرت حكومتنا إلى ما اضطرت إليه من الحرج فيما يتعلق ببعض مناصب التعليم بالسودان.
عزيزتي السيدة ملك:
أكتب لك هذا بمناسبة استئنافك العمل في مسرحك، بتمثيله كليوباترا لشوقي بك، فأهنك أولا بهذا الافتتاح وأتمنى لك أطيب التمنيات، ثم أتوكل على الله وأفضي إليك بغاية القصد المراد. . . راجيا أن تتقبلي ما أفضي به تقبلا حسنا وألا يتكدر منه خاطرك.
ذلك يا سيدتي أن صوتك جميل جدا ولكنك تجنين على جماله بتشبك أن تلحني لنفسك، ولا أقول فقط إنك لا توفقين في التلحين، وإنما يخيل إلي حينما أسمعك أنك تغنين غناء فطريا، وأن سامعك ليأسف على ضياع تلك الآهات والنبرات الحارة الشجية المنبعثة من قلب يشعر، في الهباء، تذروها فوضى التنغيم. ولا شك في أن عدم توفيقك في التلحين لا ينقص