المتوسط، وقد طبعته مطبعة المقتطف والمقطم سنة ١٩٤٨م
والأستاذ حسن كامل الصيرفي شاعر وأديب، وللشعر عنده رسالة يجب أن يؤديها في كل عصر، فهو ينظر إلى حافظ وشوقي على أنهما شاعران عاشا يتردد اسماهما معا زمنا، وتعترض حياتهما عواصف تنافس أحيانا، وتمر بهما نسمات صفاء أحيانا أخر، ولكنهما كانا يشعران أنهما يتعاونان على أداء رسالة واحدة وجهتهما إلى طريقها عرائس الشعر، وطبيعة العصر، وقد ماتا معاً في سنة واحدة، كأنهما شعرا أنهما أديا رسالتهما في الشعر، ولن يستطيع واحد منهما أن ينهض وحده بعبء تلك الرسالة، بعد هذا الجهاد الطويل في تأديتهما.
وعلى هذا الأساس تقوم تلك الرسالة النفسية لشعر حافظ وشوقي، وتقوم الموازنة بين شعر كل منهما، وقد وجد الأستاذ حسن كامل الصيرفي من ذوقه - وهو ذوق شاعر أديب - مما ساعده على بلوغ الكمال في هذه الدراسة، وإني أهنئه عليها تهنئة صادقة.
عبد المتعال الصعيدي
تصحيح مردود:
في البريد الأدبي للرسالة الغراء عدد (٨١١) اطلعت على كلمة للأديب الفاضل محمد الشاذلي حسن يخطئ فيها استعمالي لفظة (ماتع) صفة الشيء المستحسن الجميل، ويستشهد لذلك بيت المجنون الوارد في أغاني الأصفهاني:
أشرن بأن حثوا الجمال فقد بدا ... من الصيف يوم لا فح الحر ماتع
ويذكر أن الشراح ذكروا أن (الماتع هو الطويل).
وأقول: كون (الماتع) بمعنى الطويل لا يمنع كونه بمعنى الجيد بل البالغ في الجودة؛ ففي اللسان - أعنى لسان العرب - (متع الرجل ومتع جاد وظرف وقيل كل ما جاد فقد متع وهو ماتع والماتع من كل شيء البالغ في الجودة الغاية بابه):
خذه فقد أعطيته جيداً ... قد أحكمت صنعته ماتِعا
وبعد: فلو لم يكن مرجعنا (اللسان) لطال حبل الكلام في مقام الاستشهاد والإيراد، خير الكلام - كما قيل - ما قل ودل، وارجوا أن يكون في هذا القليل الدليل، والسلام.