والسيطرة السياسية للاحتفاظ بالسيادة الفعلية في فلسطين).
هذه شهادة عالم يهودي مهما قلبتها وجدت فيها، على ضوء علم السكان، حقائق راهنة تلقي ضوءاً قوياً على مشكلة اللاجئين العرب يساعد على تفهم مصلحتهم ومصلحة الوطن الفلسطيني الذي يحبونه ويتطلعون إلى الاستقرار في ربوعه إلى أن تهب عليهم وعلى إخوانهم في الوطن العربي الأكبر رياح مواتية لإتمام الصراع الفاصل مع اليهودية العالمية في أرض الميعاد.
وهذه اللفتة العلمية تلقي كذلك ضوءاً على هذا الجدل الذي يسود المحافل العربية الآن بصدد مسألة العرب الذين أقصاهم الإرهاب والإجرام اليهودي عن ديارهم، وهي مسألة تستحل مكان البروز من أعمال لجنة التوفيق التي بعثت بها هيئة الأمم إلى فلسطين والتي تتناقل الصحف الآن أنباء نشاطها.
فهناك رأيان بصدد مشكلة اللاجئين العرب: رأي يدعو إلى العودة واستعادة الأموال والممتلكات حتى ولو لم تسو المسألة الفلسطينية تسوية نهائية. والرأي الآخر يتناول مسألة العودة هذه من ناحية عملية، فيقول إن طبيعة السلوك اليهودي في منطقة نفوذه في فلسطين لا تدعو مطلقاً إلى استئمانه على حياة نصف مليون من العرب.
والواقع أن عملية اليهود في إجلاء السكان العرب بواسطة الإرهاب اليهودي عملية مستمدة من الحقائق البينة التي أكدتها شهادة نوتستين هذا وغيره من خبراء مشاكل السكان. والقيادة الصهيونية الدولية أمهر من أن لا تشعر بخطورة هذه الحقائق وأن لا تحتال للتغلب عليها بواسطة مذابح (دير ياسين) وحيفا وترستجا وألف حادثة وحادثة من أعمال الإجرام اليهودي المنظم
ولو أخذنا تحليلات نوتستين هذا من ناحيتها العلمية لاستطاع الداعون إلى عودة اللاجئين العرب إلى منازلهم وديارهم وحقولهم ومرابعهم في فلسطين استنباط حجج قوية قد تكون قاسية تتطلب روحاً جبارة وأعصاباً حديدية وتنظيماً قوياً ووعياً سياسياً حساساً، ولاستطاع هؤلاء الداعون إجابة مخالفيهم في الرأي على أساس (الأمر الواقع) كذلك.
فإن إقامة أقلية عربية كبيرة في منطقة احتلال اليهود، له ذيول عملية بعيدة الخطورة والخطر على مستقبل الكيان اليهودي إذا تحققت لهذه الأقلية العربية حقوقها الثقافية التامة