برج السلسلة تأوه تأوهاً شديداً، ودق بيده على صدره أسفاً وحزناً ومرض من ساعته، واشتد مرضه حتى مات. قال أبوشامة: وأذكر وأنا بدمشق حين بلغ الناس أخذ الفرنج برج السلسلة وقد شق ذلك على من يعرفه مشقة شديدة، ومنهم شيخنا أبو الحسن السخاوي، ورأيته يضرب يداً على يد ويعظم أمر ذلك. وسمعت الفقيه عز الدين بن عبد السلام يسأله عنه، فقال: هو قفل الديار المصرية، وصدق. ويظهر أن الفرنج خربوا هذا البرج كي لا يكون عقبة في سبيلهم ولا قوة في أيدي المصريين كرة أخرى، فأنا لم نسمع شيئاً عنه عندما غزا الفرنج دمياط في عهد الصالح نجم الدين أيوب، ثم عمره قطز، وهو البرج الذي اعتقل فيه أسرة المعز أيبك.