يتحدث عن شخصية روائية أو كاتب زميل، فتحصيل الأدوات للنقد جهد غير ضائع.
وبعد ذلك قال الدكتور مندور: وفي مصر هل نستطيع أن نقول إن النقد الأدبي قد استقر له أصول؟ ترجمت كتب، وكتب نقاد، بحيث نلاحظ أن النقد أخذ يرتفع عن الشخصيات إلى الأفكار، ولكن الملاحظ أن وسائل إذاعة النقد لا تزال محصورة، فأكثر ما ينشر في الصحف والمجلات تعريف لا نقد تغلب عليه المجاملة والرغبة في ترويج الكتاب. وهناك نوع يتمثل في الطعن والقدح لأسباب شخصية أو شعبية. . . وعلى العموم نرى النقد الأدبي الصحيح من حيث التطبيق على مؤلفاتنا - يعاني ضيق مجال النشر.
ثم قال: إننا الآن في مرحلة تتطلب أمرين: الأول أن نكثر من النقل والترجمة عن الغرب، والثاني أن يتجه النقد إلى غرس روح العلم والخلُق الأدبي بجانب نقد الأدب ذاته. وبذلك نستطيع أن ننشئ أدباً أصيلاً وأن نبني على أساس سَليم.
وألاحظ أن نقطة نسيان المعارف كانت تحتاج إلى بيان، وما أحسب الدكتور إلا يشير بذلك إلى الحقيقة النفسية القائلة بأن كل المعلومات تكمن في العقل الباطن الذي يهضمها ويماثل بينها، ثم هي تسعف الإنسان في الفرصة الملائمة دون التفات الواعية الظاهرة، ويكون ذلك أدنى إلى الأصالة من الترديد الببغاوي، بل هوالأصالة نفسها. ولكن هل نقول من أجل هذا بنسيان كل ما نحصله؟ وكيف إذن ندرك ما دعا إليه من معرفة المذاهب الأدبية ودقائق الفروق بينها إذا لم يظل ما نحصله منها عالقاً بالذاكرة؟
شعر البالاليكا:
رأيت في (البلاغ) يوم الاثنين الماضي قطعة تحت صورة امرأة وفوق إمضاء (يوسف جبر) عنوانها (بالاليكا) وهي كلام مكتوب على هيئة النظم، أعني أنه مقسم أجزاء كأجزاء الشعر، ومنه ما يأتي: