للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

التي لا تؤمن بالماركسية - وهذا العجز قصور عن مجاراة المستوى الصناعي والقوة والدعامة المالية المتوفرة في المعسكر الغربي في الآونة الحالية على الأقل - وأنها تنهج سياسة عاجلة مؤقتة لتحقيق الحدة في معسكر الخصم عن طريق التلويح بغضن الزيتون.

وفوق ذلك فقد تكون تجربة المارشال تيتو في يوغسلافيا حيث مازج بين القومية المحلية الضيقة وبين النظام الماركسي، وما يشاع من أن الشيوعيين الصينيين ينوون الاقتداء بتيتو - هذه التجربة جعلت موسكو ترى أن المجتمعات الشيوعية خارج الاتحاد السوفيتي قد لا تقبل الرضوخ مباشرة للكومنفورم والبوليت بيرو وإن كانتا تشبهاتها في الاتحاد الفكري والأهداف. فإن النظام السوفيتي في روسيا قد جعلت من القيصرية الروسية الصارمة مجتمعاً روسياً يستسلم بسهولة للحكم المركزي المطلق. وهذه حالة فريدة قد لا تنطبق على كثير من المجتمعات الأخرى خصوصاً في أواسط أوروبا وشرقيها حيث تكثر الأقليات العنصرية والطائفية وعداؤها للحكم المركزي تقليدي. والواقع أن لينين وستالين قد أوليا مشكلة الأقليات دراسة وافية.

وهذه - كما نرى - حالات تصعب معالجتها على يد موسكو في جو دولي متوتر، ولذلك فإن مراكز التوجيه في معسكر حلفاء الغرب تنظر إلى غصن الزيتون الذي حملته موسكو في الآونة الأخيرة على أنه مناورة بارعة في الصراع الدولي لا يلاقي رد فعل إيجابي لدى حلفاء الغرب.

وهذا يعني أن مشاكل السلم الحقيقية لا تزال على ما هي عليه من الخطورة السريعة الانفجار.

(نيويورك)

عمر حليق

معهد الشؤون العربية الأمريكية في نيويورك

<<  <  ج:
ص:  >  >>