للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إلى عصر المنصور قلاوون فإنه أضاف لبس الشاش على الكلوتة، وقد صارت تصنع من الصوف الملطي الأحمر، وفي عهد ابنه الأشرف خليل رسم لجميع الأمراء أن يركبوا بين مماليكهم بالكلوتات المزركشة، حتى يميز الأمير بلبسه عن غيره، وتركت الكلوتات الجوخ الصفر لمن دونهم. على أنها ظلت تلبس فوق ذوائب الشعر المرخاة، على ما كان عليه الأمر أولا. وفي عهد الناصر محمد بن قلاوون استجد العمائم الناصرية وهي صغار، وحلق رأسه، وحلق الأمراء رءوسهم، وتركت ذوائب الشعر.

وفي عهد المماليك كان الجند يشدون أوساطهم ببنود من قطن بعلبكي مصبوغ، وعليهم أقبية بيضاء أو مشجرة حمراء أو زرقاء، وهي ضيقة الأكمام، وفوق القباء كمران بحلق وأبزيم وصولق، والصولق جراب أو كيس من جلد، وفيه منديل طوله ثلاثة أذرع، فلما جاء قلاوون صاروا يلبسون الأقبية التترية، وفوقها القباء الإسلامي، وعليه تشد المنطقة والسيف. ويتميز الأمراء والمقدمون وأعيان الجند بلبس أقبية فوق ذلك قصيرة الأكمام.

وكان العادة في الأسرى أن ينزلوا في معسكر خاص بهم، تضاف الرجال إلى من فيه من الأسرى ويمضي بالنساء والأطفال إلى قصر الملكي بعد أن يعطي الوزير طائفة منهم ويفرق ما بقى من النساء على الجهات والأقارب فيستخدمونهن ويربونهن حتى يتقن الصناعات، ويدفع الصغار من الأسرى إلى الأستاذين فيربونهم ويتعلمون الكتابة والرماية، ويقال لهم (الترابي) وفيهم من صار أميراً من صبيان خاص الخليفة ومن كان يستراب به من الأسرى ضربت عنقه، ولم يعرف قط في الدولة الفاطمية أنها فادت أسيراً من الفرنج بمال ولا بأسير مثله، أما في الدولة الأيوبية فكانت المفاداة تحدث من الجانبين.

أحمد أحمد بدوي

مدرس بكلية دار العلوم - بجامعة فؤاد الأول

<<  <  ج:
ص:  >  >>