كعلي مبارك، وقاسم أمين، وسعد زغلول، ومختار المثال وغيرهم. وهناك مكان مخصص لمعروضات دار الكتب المصرية التي تتكون من بعض المخطوطات، وقد وقف جماعة من الطلبة الأزهريين الزائرين إزاء (متن الكافية) يقرؤون بعض عباراته ويتضاحكون ولسان حالهم يقول: هذه الكتب وراءنا وأمامنا!
وفي معرض نقابة الصحفيين رأيت العدد الأول من جريدة (الأهرام) العريقة، وفي صدره مقال بغير عنوان أوله:(كيفما وجه العاقل أفكاره باحثاً عن حركة العالم الإنساني يرى فروع الحوادث راجعة إلى أصل واحد) فقرأت المقال وسرت مع الكاتب وهو يبحث عن حركة العالم الإنساني، حتى انتهيت إلى آخره حيث يقول:
(فنلتزم وقتئذ بعد معاناة البحث أن نرجع هذه الفروع إلى أصل أحد أنتج هذه النتائج وندعوه بالمقال ودليل الحال حب ذات غير مرتب أصدر طمعاً فعل ما ترى) وهذا الحكم المبني على (التأمل في حركة العالم الإنساني) يدل على أن العالم كان في ذلك العهد كما هو الآن: يسوده (حب ذات) وإن كان قد صار (مرتباً) و (فعل ما ترى) لا يزال الطمع (يصدره) فالعالم هو هو لم يتغير غير الشكل وطريقة التعبير. . .
ولا أريد أن أمعن في التأمل والفلسفة كما أمعن كاتبنا القديم فأنتقل إلى (الأخبار البرقية الواردة إلى الإسكندرية) وليس السجع في العنوان فقط، فهذا أيضاً مطلع الأخبار البرقية:(باريز في ٣٠ تموز) ولو أن صحف اليوم تلتزم مثل ذلك النسق لكنا نقرأ فيها مثل (قصر شايو في ٣٠ مايو).
ولعل من مظاهر الفنون الجميلة في المعرض، الرقص. . . رقص الخيل على نغمات الموسيقى البلدية. ويظهر أن فن الرقص أصيل لدى الفرس؛ فإن مشيتها العادية تبدو فيها مخايل الفن والمدربون الذين يرقصونها يتجهون بها إلى (هز الأرداف) ولو أن الفرنسيين التفتوا إلى موهبة الرقص في الخيل لاتجهوا بها إلى (الباليه) ومن يدري؟
وبعد أن ترى تلك المظاهر الفنية في المعرض العام تدلف إلى (حديقة الملاهي) فتشاهد الاعتداء المنكر على جمال الطبيعة في حديقة الجزيرة التي كانت من أجمل منازه القاهرة وأحفلها بالجمال، وطالما كانت مرتاداً للأدباء والفنانين، ومجلى للقرائج، ومراحاً للناشئة
وقد كنا حين نكتب في موضوعات الإنشاء عن (البساط السندسي) نتخيل أرض تلك