يسرني أن أكون أول قارئ لصديقي الأستاذ كامل محمود حبيب، يبدي رأيه في ختام قصة (من الأعماق) المنشورة في رسالة الأسبوع الماضي، فأقول إن موقف جلال موقف غريب إذ بصر على الزواج من إلهام بعد أن يعلم أن في حياتها شاباً آخر هو عادل، فمن أبسط الأشياء عند الخطبة أن يتحرى الخاطب عن مثل ذلك حتى لا يعاني شقاء العيش مع زوجته المتوقعة إن كانت تحب رجلاً آخر، ولكنا نرى الحقيقة تسعى إلى جلال، ومع هذا لا يزال يصر! فهو إذ ينسحب من الميدان لا يكون مضحياً بل ناجياً بجلده من الشقاء الذي ينتظره.
ولكن المشكلة - فيما يظهر لي - إنما هي كيف يقتنع جلال بضرورة الانسحاب، أو كيف يحمل على ذلك؟ أرى أن يبتعد عادل قليلاً ويترك المعركة تدور بين كرامة جلال - ولابد أن يستشعرها مع الزمن والتكرار - وبين فتور إلهام وإعراضها عنه، ويبعث عادل بالمدد إلى قلبها من بعيد، وسترى الأم سوء حال ابنتها فتشفق عليها وتتحول إلى جانب عادل فتكون عاملاً مهماً في إنها الموقف، بحيث يرى الضابط ضرورة فوز كرامته في المعركة بالانسحاب. . .