ومنه ما قال في الأستاذ أحمد عبد المجيد الغزالي، وأوله قوله:
متأنق في شعره ولباسه ... فكأنه لقريضه كواء
أما الكثير الذي يفقد ملامح الصورة، فهو إما مدح أو هجاء والهجاء هو الغالب، وقد نال به من شعراء أفاضل. ويحسن مخيمر صنعاً لو أنه طوى هذا النوع من شعره، فنشرهُ يجني على ما يبدع من ألوان أخرى، وحسبه (لزوم ما لا يلزم) في القافية!
بين صديقي الأستاذ الأسمر وبيني:
قرأت ما كتبه صديقي الفاضل الأستاذ محمد الأسمر في العدد الماضي من (الرسالة) رداً على ما كتبته في الصلة بين قصيدته في رثاء المغفور له محمود فهمي النقراشي باشا، وبين قصيدة الزين في حافظ إبراهيم. والحق أن كرم الأستاذ الصديق في الرد أسرني وكادت محاسنته تمسكني عن معاودة الموضوع، لولا منازعة القلم إلى إزالة الغبار عن الحقائق الأدبية فيما يلي:
١ - قال صديقي الأستاذ الأسمر:(إن قصيدة الزين رحمه الله لا علم لي بها) وقال: (ولا هي من المتداول المعروف بين الناس) وأنا لا دخل لي في علمه، ولكن أقول إن القصيدة متداولة معروفة بين الأدباء، ومما يدل على ذلك أني لما أردت كتابة الموضوع ورأيت أن أتثبت من نصها، قصدت إلى دار الكتب المصرية، وما إن أبديت رغبتي في الاطلاع على قصيدة الزين حتى بادرني الأستاذ أحمد حسين بالقسم الأدبي في الدار، بأن القصيدة لديه وأنه نسخها بخطه وقت نشرها لإعجابه بها، وفي نفس الوقت أسرع بعض الحاضرين إلى إنشادها.
٢ - نعم ليست المعاني المطروقة ملكاً لشاعر دون آخر، والموافقات اللفظية جائزة الوقوع بين الشعراء، ولكن الأمثلة التي أتى بها الأستاذ الأسمر ذاتها تدل على أن الأمر في ذلك لم يعد العبارة أو الشطرة أو الخاطرة. والذي معنا موافقة ستة أبيات لخمسة في بعض الألفاظ، وفي المعاني باختلاف يسير فيها، مع اتحاد الوزن والقافية؛ فهل يصح أن نسمي اجتماع كل ذلك مواردة؟
٣ - لم أنتبه لأخذ الجارم من قصيدة شوقي في إسماعيل صبري، وليست هذه أول مرة يأخذ فيها الجارم من شوقي. وارتكاب أحد أمراً لا يسوغ أن تأتي مثله.