للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

على ألمانيا في الحرب المنصرمة مليوناً وثلث المليون من أطنان المتفجرات، ومع ذلك فإن تقرير وزارة الحربية الأمريكية يقول بأن إنتاج ألمانيا الصناعي كان في سنة ١٩٤٤ (بعد أربع سنوات من ابتداء الحرب) أكثر منه في مطلعها سنة ١٩٣٩. وهذا التقرير الأمريكي الرسمي يعترف صراحة بأن خسران ألمانيا واليابان للحرب كان بسبب فقدان المؤونة من الأغذية والمواد الخام لا بسبب التدمير الجوي - فإن مصانع الحرب في هيروشيما وينجساكي لم تدمرها القنابل الذرية لأنها كانت في الضواحي، وأنه لو تسنى لليابانيين استعمال ملاجئ واقية حصينة لكانت إصاباتهم في الأنفس أخف. فقد كان العالم يجهل آنئذ مفعول القنبلة الذرية فلم يحتط لها بملاجئ واستعداد وقائي يتناسب وخطورتها. ويقول أصحاب هذا التعليل استناداً إلى معرفة فنية بإنتاج القنابل الذرية أن هذا الإنتاج في الدول التي تملك شر صنعه محدود، وأنها لا تستطيع توفير قنابل كافية لتدمير جميع المدن ومراكز الإنتاج الصناعي المعادي قبل مضي سنوات عديدة.

والناقدون لهذا التعليل يشيرون إلى أن خبراء القنابل الذرية لدى حلفاء الغرب يعتمدون على ضربة خاطفة على عصب الإنتاج لدى العدو بشكل لا يستطيع معه استرداد رباطة جأشه وترميم الخراب والحرب دائرة. وهناك من خبراء الذرة من يعتقد بأن الأنجلوسكسون لا يستطيعون في ظروف السلم إنتاج أكثر من ١٠٠٠ قنبلة في السنة، وهم يقدرون كذلك - ولا يفهم عن مصادر هذا التقدير إلا أنها تستند إلى معرفة تكنولوجية - إن روسيا لن تستطيع إنتاج أول قنبلة ذرية قبل عام ١٩٥٣. وهذا القصور في السباق يهيئ لحلفاء الغرب ذخيرة ٤٠٠٠ قنبلة، وهذا التفوق في الإنتاج يمهد للدعوة في بعض أوساط الحلفاء لإنهاء الكيان السوفيتي في أقرب فرصة، وللخلاف على مراقبة الإنتاج الذري بين الدول الكبرى عدا تعليلات أخرى سياسية واقتصادية فالبروفيسور بلاكيت المذكور مثلا يعتقد - ويردد بذلك ما يشتكي منه السوفيت - بأن عناد الولايات المتحدة في وضع معلوماتها عن الإنتاج الذري للخدمة الاجتماعية العالمية يعود إلى أنانية محضة من جانب الأمريكان، فإن الكيان الصناعي والعمراني في بلاد العم سام مثبت على أساس الوقود البترولي والكهربائي؛ فإذا عم استعمال الطاقة الذرية، فان ملوك البترول والتوليد الكهربائي وألف نوع ونوع من المنتجات الصناعية المتفرعة منهما سيتضررون ضرراً خطيراً يقلب بعض

<<  <  ج:
ص:  >  >>