للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

جمع بيضة وعورة (بيضات وعوْرات) لكن هذيلاً تحرك حرف العلة بالفتح تبعاً لفاء الكلمة يقولون بيضات وعوَرات بفتح الياء والواو. وذكر في تفسير البحر أن الأعمش قرأ (ثلاث عوَرات لكم. . . أو الطفل الذين لم يظروا على عوَرات النساء) بفتح الواو على لغة هذيل. أما الجمهور فقرءوا بالإسكان لكن صاحب البحر نقل نسبة هذا الفتح إلى هذيل وبني تميم. . ونحن نعلم أن تميماً مبدؤها الغالب إسكان الوسط المتحرك تخفيفاً كما أنه ليس هناك علاقة مجاورة بين القبيلتين حتى تشتركا في ظاهرة قوية كهذه، ويرجع هذا الخلط إلى أن ابن خالويه في كتاب شواذ القراءات قال: إن بني تميم يقولون روَضات وجوَزات وعوَرات بتحريك الواو بالفتح وسائر العرب بالإسكان. لكن المشهور في كتب النحو والصرف أن تحريك الواو والياء في مثل جوزات وبيضات هو لغة هذيل بن مدركة وهو ما أرجح صحته لما سبق أن قدمته، والفراء نسبة إلى هذيل فحسب وقد روى عليه:

أبو بيَضات رائج متاوب ... رفيق بمسح المنكبين سبوح

٤ - الفعل أو الاسم المنتهي آخره بياء مكسور ما قبلها تشبع حركته وهي الكسرة في وصل الكلام ووقفه تقول يقضي والقاضي. . . الخ أما هذيل فإنها في وصل الكلام تجتزئ بالكسرة عن الياء ولهذا عند الوقف يسكن ما قبل الياء فتضيع وقد أنشد على لغتهم:

كفاك كف ما تُليق درهما ... جوداً وأخرى (تعط) بالسيف الدما

وجاء في قراءة سبعية كثيرة. . . ذلك ما كنا نبِغ. . . (يوم تاتِ. . . والليل إذا يسر. . . وهو الكبير المتعال. . . الذين جابوا الصخر بالواد) فبعض القراء يسير على طريقة الهذليين في الوصل والوقف فيسكن ما قبل الياء ويجتزئ بالكسرة وصلا وبعضهم يسير على اللغة المشهورة فيقرءون المتعالي ويسري والوادي. . . الخ في الوقف والوصل.

٥ - ذكرت في مقالي سابق أن تميماً وقيساً وأسداً وربيعة يكسرون حرف المضارعة إذا كان الهمزة أو التاء أو النون أما قبيلة هذيل فإنها تكسر حرف المضارعة إذا كان ثاني فعله الماضي مكسوراً للإشارة إلى أنه في ماضيه مسكور وأن بعض قبيلة كلب من قضاعة يكسرون جميع أحرف المضارعة أما بهراء وهي من قضاعة فإنها تكسر ما كان أوله تاء فحسب ومع ذلك فإن بهراء هي التي سمي باسمها هذا الكسر فقيل (تلتلة بهراء) فأصبح كثير من الكتاب يخطئون فيحسبون كسر حرف المضارعة على إطلاقه من لهجة بهراء

<<  <  ج:
ص:  >  >>