تأثراً بما اشتهر عن ذلك بأنه تلتلتها وبعضهم يخطئ فينسب بهراء إلى تميم وقد رأينا أن بهراء لا تكسر حرف المضارعة إلا إذا كان تاء وعلى العموم فإن القبائل الشمالية وبخاصة النجدية هي التي اشتهرت بكسر حرف المضارعة على التفصيل السابق ولم يشركهم في بعض هذا إلا هذيل التي تعتبر في دائرة الحجازيين فيما كان ثاني ماضيه مكسوراً.
وقد رويت أبيات كثيرة في كتب النحو والمعاجم وفيها كسر حرف المضارعة من ذلك قول الشاعر:
لو قلت ما في قومها - لم تِيثم - ... يفضلها في حسب وميسم
أراد لو قلت: ليس في قومها أحد يفضلها في الحسب والميسم لم تكن آثماً.
وهذا البيت ينطق في بهراء وتميم وقيس وأسد وربيعة وكلب وهذيل بكسر حرف مضارعه لأن ثاني ماضيه مكسور (أثم). ولأن أول مضارعه التاء ومثل هذا البيت قول لآخر:
قلت لبواب لديه دارها ... تِيذن؟ فإني حمؤها وجارها
أراد: أتأذن؟ فحذف همزة الاستفهام وقد تقدم بعض ما قرء به في مقال سابق.
٦ - نسب صاحب البحر إلى هذيل أنها تبدل الواو المكسورة المصدرة همزة وذلك عند تفسير قوله تعالى:(فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه ثم استخرجها من وعاء أخيه) حيث قال (قرأ أبن جبير من إعاء أخيه بإبدال الواو المكسورة همزة كما قالوا إشاح وإسادة في وشاح ووسادة وذلك مطرد في لغة هذيل يبدلون الواو المكسورة الواقعة أولا همزة) وقال الصبان في حاشيته على الأشموني: وقرأ أبي ابن كعب وابن جبير الثقفي من إعاء أخيه. . .
ونقل عن المرادي: قوله (رأيت في بعض الكتب أنه لغة هذيل) اهـ ولعل بعض الكتب هو تفسير أبي حيان. أما لسان العرب فقد نسب ذلك إلى قبيلة تميم حيث يقول: إقاط ووقاط جمع وقيط. ولغة تميم في جمعه إقاط مثل إشاح يصيرون كل واو تجيء على هذا المثال ألفاً (ولعله أراد بهذا المثال) ما كان على وزن فِعال أو فِعالة حيث ورد وشاح وإشاح ووقاط وإقاط ووكاف وإكاف ووعاء وإعاء ووسادة وإسادة ووراثة وإراثة ووفادة وإفادة ووقاء وإقاء) وقد يكون أراد بهذا المثال ما كان واواً مكسورة في أول الكلمة وهو الأظهر فقد ورد (ورب وإرب وورث وإرث ووصر وإصر) حيث يوافق الصبان على الأشموني