للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

في إطلاقه على ما كان واواً مكسورة مصدرة.

وقد نقل شارح القاموس أيضاً ما ذكره صاحب اللسان. ويختلف اللغويون في جواز هذا الإبدال واطراده والقياس عليه أو أنه قاصر على السماع! فأبو عثمان المازني يرى أنه مقيس مطرد وغيره يقصره على السماع.

ونحن حين نناقش هذا الإبدال ونريد الترجيح بين نسبته إلى القبيلتين وفي هذه الكتب نجد أنه بتميم ألصق وإليها أقرب وأن ما ذكره أبو حيان وما عزى إلى المرادي في حاشية الصبان سهو منهما أو خطأ فقد بينت في المقال الثاني أن هذيلا كالحجازيين لا ينبرون. فإذا كانوا في المهموز يخففون همزته فكيف يهمزون ما ليس كذلك! وبينت أيضاً أن قبيلة تميم أحرص العرب على النبر كما أنها قد تلجأ في إبانة الحرف إلى ما هو أقوى منه وأوضح حتى تنتقل بالهمزة إلى العنعنة وبعضها ينتقل بالياء إلى الجيم في العجعجة. أما القياس وعدمه فيحتاج إلى قرار يصدره المجمع اللغوي في جواز ذلك أو قصره على السماع.

وهناك إبدال في الواو المضمونة المصدرة ولكن لم ينسب إلى قبيلة بعينها أو جهة بخصوصها وقد نقل صاحب لسان العرب عن المازني قوله: كل واو مضمومة في أول الكلمة فأنت بالخيار إن شئت تركتها على حالها وإن شئت قلبتها همزة فقلت وُعِد وأُعد ووُجوه وأجوه ووُورى وأُورى. . .) وورد (وُقتت وأقتت) وذكر أبو حيان في تفسيره (قرأ الجمهور أقتت بالهمز وشد القاف وقرأ أبو الأشهب وعمرو بن عبيد وعيسى بن عمر وأبو عمرو بالواو وشد القاف قال عيسى وهي لغة سفلى مضر) اهـ. وسفلى مضر هي القبائل التي تقارب النجديين أو هي النجديون أما عليا مضر فهي التي تقارب المدينة وما حولها ودنا منها فإما أن (وقتت) بخصوصها هي التي ينطقها سفلى مضر وإما أن يراد بسفلى مضر القبائل القريبة جداً من أهل الحجاز الذين لا ينبرون وهم بعض قيس المجاورون للحجازيين حيث إن الهمزة من خصائص النجديين وقلب الواو همزة وهي مضمومة بهم ألصق وبلهجتهم أنسب، وبخاصة التميميون وقد قيل تميم بن أد وأصله ود. كما ورد في الواو المصدرة المفتوحة هذا الإبدال بقلة: ورخ وأرخ ووبخ وأبخ.

ومما يؤيد كون قلب الواو المسكورة من خصائص تميم أن المزهر نسب الإكاف بالهمزة

<<  <  ج:
ص:  >  >>