هواة الكذب الطريف. . . الكذب الذي يلجأ إليه الناس رغبة في اللهو البريء، وشغفاً بالدعابة التي تجني في الغالب على الذين لا يعدون العدة لهذا اليوم الخالد في حساب الظرفاء والكذابين!
ومن طريف ما يذكر في هذا المجال أن إحدى الصحف الفرنسية قد كتبت في اليوم الحادي والثلاثين من شهر مارس سنة ١٩٤٨ ما يلي:(تقيم الحكومة الفرنسية في صباح الغد معرضاً ممتازاً للحمير بميدان الكونكورد، ومن المنتظر أن يهرع الكثيرون من سكان العاصمة لمشاهدة هذا العرض الذي تقيمه الحكومة لأول مرة، وتحشد فيه نماذج مختلفة من الحمير التي لم يرها الفرنسيون من قبل). ولم يقبل صباح أول إبريل إلا وكان ميدان الكونكورد يموج بالألوف ممن صدقوا خبر الصحيفة ولم يقبل المساء حتى صدرت الصحيفة حاملة إلى قرائها هذا التعليق الرائع:(كان للخبر الذي نشرناه أمس عن معرض الحمير أثره البعيد في نفوس القراء، حتى لقد أقبل الألوف منهم على مشاهدة المعرض. . . ويقول مندوبنا إنه شاهد في ميدان الكونكورد ما لا يقل عن عشرين ألف حمار)!!.