والواقع أن الأستاذ لو قرأ الصفحة الأولى من كتاب (وقعة صفين) المطبوع بإيران لوجد أسم الناشر إذ جاء فيها: (يقول الراجي عفو ربه الغني فرج الله بن هاشم العلوي الفاطمي الحسيني ان كتاب الصفين في شرح غزاة أمير المؤمنين. . . الخ) وجاء في آخر الكتاب اسم الخطاط الذي طبع الكتاب على الحجر واسمه محمد حسن في سنة ١٣٠٠ هـ لا سنة ١٣٠١ كما ذكر ذلك بروكلن والأستاذ عبد السلام محمد هارون.
وجاء في مقدمة السيد هارون (وهناك نسخة ثالثة كانت في ضمير الغيب وأمكنني أن أكشفها شيئاُ فشيئاً بمطالعتي في شرح نهج البلاغة لأبن أبي الحديد الذي جرت عادته على أن يضمن تأليفه جملة من الكتب ينثرها في تضاعيف كتبه. . .)
وكنت أود أن يطلع الأستاذ على كتاب بروكلمن فقد أشار فيه إلى أخذ أبن أبي الحديد لكتاب صفين ونثره في تضاعيف كتابه كما أشار إلى النسخة التي أشار إليها السيد عبد السلام محمد هارون وهي المطبوعة في بيروت عام ١٣٤٠ بعد حذف الأسانيد منها وكنت أود ألا يكتفي الأستاذ بقراءة النص المطبوع بإيران، بل كنت اطمع أن يقرأ الصفحة الأولى منه وهي مقدمة أشار فيها إلى كتاب آخر حوى وقعة صفين وهو كتاب شهير جداًُ يقال له (بحار الأنوار) وقد قرأ (بروكلمن) الصفحة الأولى من طبعة (وقعة صفين) التي أعتمد عليها السيد عبد السلام محمد هارون فأشار إلى هذا الكتاب.
وكتاب (بحار الأنوار) دائرة معارف في العلوم الشرعية والتاريخ وهو من مؤلفات محمد باقر بن محمد تقي المجلسي الأصفهاني المتوفي سنة ١١١٠ للهجرة (١٧٠٠م) ويقع في ٢٦ مجلداً بديء بطبعه طبعاُ حجرياُ سنة ١٣٠٣ وانتهى منه سنة ١٣١٥، وقد حوى المجلد الثامن منه وهو المجلد الخاص بالإمام علي بن أبى طالب على وقعة صفين، فأدخل المجلسي كتاب وقعة صفين في هذا المجلد وشغل حيزاً واسعاً منه من صفحة ٤٨٤ حتى صفحة ٦٢١. ولو طالع الأستاذ هذا الكتاب الذي أشار إليه (بروكلمن) وقبله ناشر كتاب وقعة صفين الأولى منه لوجد الكتاب كاملا ولوجد له نصاً ثانياُ يساعده كثيراً على التحقيق. والظاهر أنه لم يعثر عليه في دار الكتب المصرية وفي مكتبات مصر.
وقد أشار المجلسي في كتابه إلى وجود زيادات في كتاب صفين لم ترد في كتاب شرح نهج