يريد أن ينعم بحدوده وبلاده واستقلاله وحريته. إنه يطلب كياناً تحت الشمس شأنه شأن بقية الشعوب الصغيرة.
فهل تجاب دعوته؟ وهل يجد لتضحياته حسابا، وهل يعترف بجهوده؟ أم ستعرض بلاده للبتر والتقسيم، ويوضع مصيره وحريته ليضارب بها في سوق توزيع مناطق النفوذ؟!
٢٣ - كان عدد سكان ليبيا وبرقة العرب في مستهل عام ١٩١٠ أكثر من مليون نسمة؛ وقد هبط هذا العدد إلى أقل من النصف، على أثر سياسة التشريد التي اتبعتها الحكومة الفاشستية فكأن هذا الشعب قد بذل من الأنفس والأرواح دفاعاً عن كيانه واستقلاله ما لم يبذله الشعب الإيطالي طوال قرن من الزمن ثمناً لتحريره! فهل رأيتم شعباً يضحي بنصف عدده في سبيل مثله العليا؟
هذا هو الشعب العربي في ليبيا وبرقة الذي ينتظر أن يكتب الناس تاريخ جهاده في الفترة بين حربين عالميتين.
والآن أعود بحضراتكم إلى نهاية عام ١٩١٤ أي بعد إعلان الحرب الأولى في الأشهر التي كانت فيها إيطاليا على الحياد.
(يتبع)
أحمد رمزي
(ملحوظة): سبق للرسالة أن نشرت مقالاً عن ليبيا بقلم أحمد رمزي وقد استعان به في محاضرته هذه.