ودراسة الشيء كوحدة بأسلوب مبسط سهل يجعل هذه الوحدة نواة للتثقيف والاتساع في محيط هذا الشيء، وأرى أن نبدأ بصورة كاملة عامة عن المادة بحيث نبرزها بما يشوق فيها في الكتب الملخصة أو الموجزة، وهذا يجعلنا نسعى من تلقاء أنفسنا إلى الاستزادة منها، فمثلاً في بدء دراسة علم الفلك، أو عند وضع كتاب موجز عنه أرى أن نبتعد عن القوانين الطبيعية، ونعالج عجائب الكون معالجة مشوقة في هيئة قصة عن الأفلاك في مسالكها، وموضع بعض النجوم والكواكب التي ترى بالعين المجردة ووقت ظهورها، ثم نذكر شيئاً مشوقاً عن النجم الذي نتأمل صفحة السماء فنراه. وأنا واثق أن هذا سيدفع من يقرأه إلى الاستزادة في كتب أصلية مطولة. وفي التاريخ أيضاً بدلاً من أن نتكلم عن المواقع الحربية وأسبابها ونتائجها يجب أن نبدأ بحياة أحد الملوك كقصة. ونبرز فيها النواحي المثيرة، أو الخصال الحميدة والعادات والتقاليد والأساطير، ونترك النواحي المفصلة من أسباب ونتائج وتواريخ لمن تشوقه المادة ويريد التوسع فيها، لأن هذه الدقائق والحقائق الجافة تنفر القارئ الذي لم يتذوق الموضوع، ولم يعرف عنه شيئاً كلياً مجملاً من قبل.
مزايا الكتب الموجزة
١ - هذه الكتب بذرة ثقافية تنمو وتكبر وتمهد للدراسات الدقيقة والشرح التحليلي في الكتب الأصلية.
٢ - ترشدنا إلى ما يمكن أن نتذوقه من أنواع المعارف المختلفة، ولا تستغرق منا وقتاً طويلاً نندم على ضياعه إن لم نتذوق ما نقرأه، وبوساطتها نعتمد على أنفسنا في اختيار الغذاء الثقافي الذي نهضمه، لأن مثل هذه الكتب تقرأ للتذوق وللبحث عن الكتب الطويلة الأصلية في الموضوعات الملخصة التي فازت بإعجابنا وأثارت رغبتنا.
٣ - تساعدنا على متابعة التيار الثقافي في النواحي التي لم نخصص لها كل اهتمامنا وجهودنا، والتي لا يلذ لنا أن نخوض في تفاصيلها؛ والحقيقة أنه لولا الالتجاء إلى ملخصات الكتب والمقالات الأصلية، لأصبح من المستحيل أن نلاحق السيل المنهمر من ثمرات المطابع.