حيث الحرارة ٤٠ مليون درجة سنتغراد امتزجت أبخرة الأرض بأبخرة الشمس.
قلنا إن النور يسير بسرعة ٣٠٠ ألف كيلومتر في الثانية فهو كسرعة الصوت مليون مرة. ويمكننا أن نفصل من الشمس مليونا وثلثمائة ألف أرض. ولو وضعت الأرض في مركز الشمس ومعها القمر على بعده المعلوم عن الأرض لبقي القمر يبعد عن سطح الشمس بقدر ما يبعد عن الأرض، لأن نصف قطر الشمس ٤٣٢٠٠٠ ميل في حين أن بعد القمر عن الأرض ٢٣٩٠٠٠ ميل.
حول الشمس ٩ كواكب (سيارات) أقربها إليها عطارد. وهو يبعد عنها نحو ٣٦ مليون ميل، وأبعدها السيار بلوتو هو يبعد عن الشمس نحو ٤ ساعات نور ولكن متى بعدنا عن نظامنا الشمسي بسرعة النور فبعد ٤ سنين و ٦٥ يوماً نصل إلى أقرب نجم إلينا إذا جعلنا وجهتنا إليه. والنجم المسمى قنطوروس أو والنجوم لا تقرب إلى بعضها أكثر من هذه المسافة.
بعض الأحيان نرى أمام الهلال نجمة كأنه يحتضنها، هي كوكب الزهرة، ولكنها تبعد عنه نحو ٢٦ مليون ميل، وهي أكبر منه بنحو ٤٥ مرة.
ولا يخفى عليك أننا لا نزال في جوار الشمس، وما بعدنا عنها أكثر من ٤ سنين وخمس السنة إذا سرنا بسرعة النور. أنظر كم في السماء من نجوم فهي لا تكاد تحصى، ولا نرى منها إلا القليل، اللهم إلا بالمقراب (التلسكوب) وهذه النجوم تتباعد ببعضها عن بعض بمثل بعد قنطوروس عن الشمس تقريباً.
أبعد مسافة استطاع أقوى تلسكوب أن يكتشفها هي مسافة ٥٠ مليون سنة نورية.
النجوم التي نراها بالمرقب (التلسكوب) في أثناء الربع وعشرين ساعة ضمن نطاق درب الدبان الذي يسميه الإفرنج الدرب اللبني تبلغ نحو ٣٠٠ ألف مليون نجم تقريباً. وهذه المجموعة الهائلة من النجوم تسمى (المجرة). وشمسنا مع كواكبها تقع في الثلث الأول بعد مركز المجرة. وجميع هذه النجوم أو الشموس تدور حول المركز وأسرعها أقربها إليه، وأبطئها أبعدها عنه والشمس تقضي ٢٥ مليون سنة لكي تتم دورتها حوله. وقطر محيط هذه المجرة نحو ١٥٠. ٠٠٠ سنة نور، وسمكها نحو ٢٥٠٠٠ إلى ٤٠٠٠ سنة نور، وإذا جمعت جميع هذه النجوم معاً كانت كتلتها ١٦٠٠٠ مليون مرة ككتلة الشمس. وذلك نحو