للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يعود أعظم المراصد يرى ذلك الجرم الذي فاقت سرعته سرعة النور مهما بلغت قوته.

وبحسب رأي ادنغتون أن حجم الكون الأعظم يتضاعف كل ١٣٠٠ مليون سنة. فإذا صحت نظريته فالكون كان أصغر جداً مما هو الآن. وعلى حسابه فالكون ابتدأ منذ ٩٠٠٠٠ مليون سنة (قبل الخليقة أي قبل ٤٠٠٤ سنة ميلادية). وماذا كان قبل أن ابتدأ هذا السكون؟؟

وفي رأي تجايمس تجينز. ابتدأ الكون مجموعة فوتونات أي ذرات أيثر كانت مالئة الحيز الكوني. ثم مَدَّ الله تعالى أصبعه فحرك هذا البحر الفوتوني فجعلت الفوتونات تتجمع الكترونات فبرتوتونات فذرات فجزئيات فأجسام فأجرام فعوالم فأكوان. وبعد أن تشع كل ما فيها من حرارة تتقلص وتعود تبتدئ. أن تتمدد من جديد وتعود إلى سيرتها الأولى. وهكذا دواليك من الأزل وإلى الأبد بلا بداية ولا نهاية. واللانهاية واللابداية ملك الله. فلا يمكن الإنسان أن يحصيهما بقاصر عقله.

وفي رأي علماء آخرين أن محيط مجموعة المجرات التي هي كرة الكون الأعظم (وخصوصاً في رأي اينشطين) نحو ٦٠٠٠ مليون سنة نور. وهي ذات قدر محدود أي معين لا يزيد ولا ينقص. فبحسب حساب انشتاين أن الكون مؤلف من إلكترونات تبلغ نحو ٦ أمامها ٧٢ صفراً (١٠٧٢ ٦) وهي ضمن نطاق ٦٠٠٠ مليون سنة نور كما تقدم.

وبعد هذا النطاق لا توجد أجرام مادية وإلا شعرنا بوجودها بواسطة مراصدنا وعن يد إشعاعاتها إن كانت من طبيعة كوننا الأعظم هذا. أما إذا كان ثمة بعد ذلك عوالم أخرى ليست مادية أو ليست من طبيعة كوننا هذا فليس لنا أن نقول بها ما دام ليس لنا دليل حسي على وجود شيء آخر. وأما أن نفرض فروضاً ونقول قد يمكن أن يوجد عالم آخر يختلف عن عالمنا فليس من منطق يبرر هذا الفرض. وإلا يمكننا أن نفرض ألوف الفروض ويكون الكلام ثمة لغواً.

وقد نسأل: إذا كان هذا الكون نطاق واسع يحده محيط قدره ٦٠٠٠ مليون سنة نور فماذا وراء هذا النطاق؟ هنا يقف العقل حائراً لأنه لا يستطيع أن يتصور المحدود الذي لا وراءه شيء - لا يستطيع أن يتصور النهاية التي لا شيء وراءها كما أنه لا يستطيع أن يتصور اللابداية. هنا يبتدئ جهل الإنسان المطبق مهما تعمَّق في العلوم، وتبحر في الفلسفة،

<<  <  ج:
ص:  >  >>