الفرنجة باسم ولم تقصر عن أبحاث الميكانيكا والإيدروستاتسكا بين يدي (أبي الريحان البيروني) حين وضع كتابه (الآثار الباقية). ولم تضعف أمام أبحاث (الحسن بن الهيثم) في الضغط الجوي - وهو قد سبق في ذلك البحث تورشيللي بخمسة قرون أو أكثر - ولا في البصريات. وإن أبحاث ابن الهيثم التي استغرقت نيفاً وستين كتاباً كلها في العلوم التعليمية (الطبيعية) ما تزال مرجعاً يهتدي بنوره علماء الغرب للآن.
هذه اللغة التي وسعت كل هذه الأبحاث، وهي أسس النهضة العلمية في أوربا، ووسعت غيرها مما يضيق عن سرده هذا المقام، لا أخالها تقصر عن الأداء الإفرنجي في صنوف والصناعات.
على أنني ما زلت أعجب أن يقول الدكتور بشر بذلك وهو نفسه قد استعان باللغة العربية - في معجمه - في التعبير عن الألفاظ اللاتينية المقابلة. ولو أنها عجزت عن هذا الأداء لما أمدته بهذه المصطلحات.
ومهما يكن من خلاف بين رأي المؤلف ورأيي فإنه لا يسعني إلا لأن أعترف بأنه قد بذل جهداً عظيماً مشكوراً في تصنيف هذا المعجم.