الظواهر المحسة إلى أسبابها، وسعى إلى اكتشاف قوانين العالم الطبيعي دون غيره باستخدام منهج الملاحظة المباشرة والتجربة المحض؛ وفيلسوف إن أوغل في التفسير متعدياً حدود العالم الطبيعي، متجاوزاً البحث في الجزئيات إلى البحث فيما هو أعم وأرحب، مستخدماً منهج البرهان المنطقي والاستدلال العقلي. أميز هنا بين الفلسفة والعلم برغم أن العصور القديمة بل والحديثة حتى مستهل القرن السابع عشر الميلادي لم تألف هذا التمييز فكانت جماع المعارف النظرية الحرة من الأسطورة تنضوي تحت كلمة فلسفة أو حكمة؛ ولم يميز العقل الإنساني ذلك التمييز الحاسم بين شطري النشاط الفكري المتكامل، إلا في مطلع القرن السابع عشر، أي في أعقاب عصر النهضة بما خلق من نهضة علمية تجريدية قامت على أنقاض الاتجاهات الفلسفية التقليدية.