للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وإنما نسوق هذه الحادثة بالذات لأن المؤلفين الطليان اتخذوا منها دليلاً على صلاحية التدريب الإيطالي وتأثيره في بعض النفوس من السكان الوطنيين والوصول بها إلى درجة التضحية في خدمة الحكومة وتهمنا هذه الناحية بالذات، فإن الفرنسيين برعوا في تجنيد العناصر الملونة الأفريقية، وتقدموا في أساليبهم إلى درجة تقرب إلى الكمال فقد رأينا كيف يتعلم السنغالي القواعد الأولى بهوادة وصبر بحيث لا يتعد التعليم ساعة من النهار موزعة على دقائق معدودة تسمح لهذا المجند أن يستوعب دقائق الأسلحة بطريقة تغلب عليها قواعد علم النفس بحيث يخرج بعد أشهر وهو متحمس إلى الفرقة وللعلم ولفرنسا.

فإلى الذين يتولون تدريب النشء على القواعد العسكرية نسوق هذه الأمثلة للتدليل على أن تجارب علم النفس هي التي يجب أن تسير على هديها للتغلب على المصاعب التي تواجهنا في تهيأة منظمات الشباب وتدريب الجنود: إذ يصعب على النفس أن تقرر نجاح المستعمر الغاصب وقصور الأمم الفتية الناهضة.

٣٠ - هذه الناحية من حياة فزان طوال عام ١٩١٥ و١٩١٦ تحت الحكم السنوسي تكلم عنها ضابط إيطالي وقع في أسر السنوسية وأعتقل في معسكري واو الكبير وواو الناموس وطبيعي أن معلوماته التي دونها في يومياته مستقاة مما كان يصل إلى علمه عن طريق الثوار الذين عاش بينهم.

أما الفترة العثمانية التي تولى فيها الضباط الأتراك حكم الولاية فستأتي في القسم التالي وقد تخللها هجوم من المتطوعين وعمليات حربية داخل الأراضي الفرنسية في الصحراء الكبرى وأراضي الجزائر والجزء الجنوبي من تونس وهي خارجة عن نطاق فزان وأشير على المهتمين بجهاد الأمم المظلومة والمغرمين بالتاريخ الحربي أن يقرءوا كتاب الكولونيل عن:

,

استيلاء الأتراك على فزان وانتزاعهم الجزء الجنوبي من مستعمرة ليبيا من أيدي حلفائهم السنوسيين.

٣١ - ظهر في أفق أفريقيا في أواخر عام ١٩١٦ نوري باشا شقيق المرحوم أنور باشا إذ وصل إلى السلوم وتوجه منها إلى إجدابية ثم غادر بزقة في غواصة أوصلته إلى مسراطة

<<  <  ج:
ص:  >  >>