لعبد الله أثر في قراءة الكوفة سواء كانوا من السبعة أو من العشرة، أم من الأربعة عشر فقد تلقى عنه عاصم ابن ضمرة والحارث بن عبد الله وزر بن حبيش وأبو عبد الرحمن السلمي وأبو عمرو سعد الشيباني وعبيدة بن عمرو والأسود بن يزيد ومسروق بن الأجدع وزيد بن وهب وعلقمة بن قيس وعبيد ابن نضلة وأبو الأسود الدؤلي. وإلى هؤلاء - الذين انفرد بعضهم بالأخذ عنه، وبعضهم جمع إليه الأخذ عن غيره من الصحابة والتابعين - تنتهي قراءة عاصم وحمزة والكسائي من السبعة وخلف من العشرة والأعمش من الأربعة عشر هذا إلى جانب ما تلقوه من رواة آخرين عن صحابة مختلفين.
لكن هؤلاء الذين رووا لنا قراءة ابن مسعود وغيره اقتصروا على ما وافق الرسم العثماني وتركوا ما خالف ذلك تبعاً لأمر الخليفة واتباعاً لإجماع المسلمين فأصبح ما يروى مخالفاً للرسم العثماني من قراءته وقراءة غيره كأبي بن كعب وعلي وسعد بن أبي وقاص وابن عباس وغيرهم يستدل به في التفسير ويستعان به في التشريع ولا يعول عليه في الصلاة والعبادات مع العلم أن هؤلاء السابقين وغيرهم وافقوا عثمان وأقروه ولزموا ما وافق رسم المصحف الإمام والواقع أن ما يروى عنهم مخالفاً له لا تتفق في ضبطه الروايات ما ذلك إلا لهجران الأئمة الثقاة تحمل روايته وتكلف حفظه والعناية بتحقيقه فأصبح سنده منقطعاً. وشرط صحة التعبد بالقرآن أن يكون صحيح السند إلى جانب ما اشترطوه من موافقة رسم