إنك تعلم ولاشك أن النقد الأدبي الحق هو ما قام على دراسة أدب الكاتب مرتبطاً بشخصيته، لأن الأسلوب من الرجل كما يقول بوفون، وكل دراسة لا يتحقق لها هذا الجانب تفقد عنصراً خطيراً يهدد قيمتها الفنية بالضياع!. . . على هذا الأساس أريد أن تكتب، ولا أطلب منك صفحات فإن سطوراً تقدم لي مفتاح هذه الشخصية تكفيني. ولا أطلب منك تطبيقات فحسبي أن تمدني بالقاعدة العامة وعلي أنا أن ألتمس المثال!
وفي انتظار كلمتك الفاضلة، أرجو أن تتقبل تحيات المقدر لفنك.
محمد عادل المرصفاوي
قسم الدراسات العليا - جامعة فاروق
أشكر للأستاذ الفاضل هذا التقدير الذي يسبب لي كثيراً من الحرج. . . لقد ظن أن الحرج سيتمثل في نقدي لشخصية الأستاذ توفيق الحكيم الفنية، ولكن الحرج كل الحرج يتمثل في هذه الكلمات التي تخصني بثناء لا أستحقه! يا صديقي، آمل ألا يدفعك الإعجاب بكاتب إلى الغلو في تقديره، وبخاصة في هذا الكتاب الذي ستخرجه في القريب عن الأدب المعاصر وتقيم فيه الميزان لأقدار الأدباء. . . إن رسالتك لتنبئ عن عقلية ناضجة حقاً وفهم أصيل لقيم الدراسة النقدية، وفي هذا ما يطمئنني على أن كتابك سيكون له في رحاب النقد الأدبي مكان!
إنه ليسعدني أن أقدم إليك كل ما في حدود الطاقة من عون. . . سأقدم لك رأيي في فن الأستاذ الحكيم مرتبطاً بشخصيته، وهو رأي أقمته على دراسة أعتقد أن عناصرها قد اكتملت على هدي صلتي به وقراءتي له. إنني أوافقك على أن هذه الشخصية تحتاج إلى كثير من التثبت قبل الأقدام على الكتابة عنها والحكم عليها، لأنها من الشخصيات التي لا تتكشف لدارسيها إلا بعد تأمل وعناء!
أرجو أن أضع بين يديك (مفتاح هذا الباب الموصد أو مفتاح هذه القلعة المغلقة) في العدد القادم إن شاء الله. وثق أنني سأحدثك عن توفيق الحكيم الصديق بما يرضي الحق وحده والفن وحده، وللأستاذ الفضل تحيتي خالصة.