للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الكاتب الفرنسي مشغول. . . مشغول بمقابلاته، ومشغول بمسرحياته، ومشغول بجولاته الفكرية وتهويماته الفنية، ومعنى هذا أن زائره لن يظفر من لقاءه إلا بالرأي الطائر والحديث العابر، وهذان أمران يقنع بهما مندوب صحيفة يومية أو مجلة أسبوعية لينقل إلى القراء لمحات خاطفة عن جان كوكتو!. . . أما أنا فقد حاولت أن ألقاه لقاء أديب يود أن يجلس إليه ساعات يسأله عن كل شيء ويتحدث معه في كل شيء: في أدب القصة، في أدب المسرحية، في الموسيقى، في التصوير، في النقد الأدبي، في الشعر، في كل تلك الفنون التي يشارك فيها جان كوكتو ويستطيع أن يتحدث عنها حديث خبير. حاولت أن ألقاه هذا اللقاء ولكنه اعتذر بضيق وقته وكثرة شواغله، مما لا يتيح لزائره غير فترة يقضيها معه ويخرج منها بالرأي الطائر والحديث العابر. . . وكما اعتذر إلي عن هذا اللقاء الطويل فقد اعتذرت إليه عن هذا اللقاء القصير، بعد أن قدمت إليه تحيتي وتحية (الرسالة) وبعد أن تلقيت خالص شكره على التحيتين مع رجائه بتلبية رغبتي إذا تهيأت له فسحة من الوقت في مقبل الأيام!

لا بأس إذن أن نقضي مع جان كوكتو لحظات من تلك اللحظات العابرة التي قضاها معه مندوب (المصور) وخرج منها بهذه الآراء العابرة التي تحمل بعض اللمحات والتوجيهات سأله مندوب (المصور) وخرج منها بهذه الآراء العابرة التي تحمل بعض اللمحات والتوجيهات سأله مندوب (المصور): هل شاهدت مسرحيات مصرية؟ ما هي ملاحظاتك عليها؟ ألم توح لك مصر بكتابة شيء عنها؟ ما رأيكم في آثارنا؟ وأجاب الكاتب الفرنسي بأنه لم يشاهد غير قصة سينمائية مصرية واحدة، حفلت بالحشو والتعقيد وكأنها عشرة قصص في قصة! أما الإخراج فيعج بالمبالغات والحركات المفتعلة والانفعالات المتلاحقة المتباينة التي لا تفهم. . . إن الفيلم المصري في رأي كوكتو لا يهدف إلى فكرة، وإن المؤلف الحق هو من يهدف بقصصه إلى الدعاية لفكرة، وكلما بسط هذه الفكرة وأوضحها وفق ونجح في الوصول إلى هدفه، واستطاع أن يخرج بعمله من إطار المحلية في الفن إلى نطاق العالمية! أما مصر فقد قال عنها كوكتو إنها أوحت إليه الكثير. . . لقد انفرد بأبي الهول ساعات في النهار والليل، وصادف من قلبه منزلة حسنة فباح له بسره، أما هذا السر فسيحمله إلى المصريين كتاب يود كوكتو أن يفرغ منه في الشهور المقبلة، كتاب يقبس

<<  <  ج:
ص:  >  >>