نرى مجلس الإذاعة يجتمع وينفض، وتنشر الصحف ومجلة الإذاعة أنباء اجتماعية والموضوعات التي نظر فيها والقرارات التي اتخذها، وإذا هي لا تكاد تخرج من علاوات الموظفين وترقياتهم وتحديد أجور الفنانين ومبنى الإذاعة الجديد. وكأنها صيغة معدة أو قطعة محفوظة أو (شريط مسجل) يذاع على إثر كل اجتماع وكأن هذه البرامج التي أجمع الناس على سخفها ليست من اختصاص مجلس الإذاعة.
والواقع أن موظفي الإذاعة (الفنيين) يقدمون من يشاءون ويؤخرون من يشاءون، ويتملقون الكبير ويخطبون النافع حتى أصبحت الأمور في الإذاعة تجري وفق الاعتبارات الشخصية اكثر من الاعتبارات المصلحية. وترفع الأوراق إلى مجلس الإذاعة للموافقة، فيوقع الأعضاء بالموافقة، ثم ينظرون في علاوات الموظفين ومبنى الإذاعة الجديد. . . الخ
وقد تضمن القانون الجديد أيضاً أن يؤلف مجلس الإذاعة من أحد عشر عضواً، ستة من الوزارات وثيقة الاتصال بأعمال الإذاعة، وخمسة من كبار المشتغلين بالأدب والثقافة. وحسن جداً أن لا يكون المدير أو المستشار عضواً في هذا المجلس كما ينص القانون الجديد ليتم للمجلس استقلاله، فيبحث كل شيء، ويناقش كل ما يجري، وليضع خطة وهدفاً يشرف على تنفيذها بحيث لا يحيد عنهما أحد.
وكما تحرص الإذاعة على استقلالها لتكون بمنأى عن الحزبية السياسية، فإن مجلس الإذاعة يجب أن يكون مستقلاً عن الموظفين ليكون هو أيضاً بمنأى عن حزبيات موظفي الإذاعة واعتباراتهم الشخصية.
من طرف الأسبوع:
زرت الأديب الكبير إبراهيم ناجي في مكتبه بمستشفى الخازندارة، والدكتور الأديب هو مدير المستشفى، فبادرني قائلاً: اسمع لما أقول لك. ليس هنا أدب، ولا فن. هنا طب وأطباء فقط. ثم أخذنا في حديث الأدب والشعر! ولم اخرج من عنده حتى اتفقنا على تعريف الأدب (بلغة الطب) بأنه داء لا برء منه.
ومما أطرفني به الدكتور أبيات قالها لصديقه الأستاذ عبد الحميد عبد الحق وزير التموين عندما ذهب إلى معاليه في الوزارة ولقى هناك ما لقى من السكرتير، فكتب الأبيات وطلب من السكرتير أن يوصلها إلى معالي الوزير، وانصرف. والأبيات هي: