للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الموسيقى الغربية إلى الأسماع الشرقية لتتعود هذا النغم، عسى أن يؤدي ذلك إلى ترقية الموسيقى العربية، وأنه حين ترجم القطعتين كان في جو تلك الموسيقى العالمية، فكان يساير نغماتها، وينظم مقاطع موافقة لها وإن كانت مخالفة للأوزان العربية، إذ كان غرضه أن يوافق على النغم ويؤلف مقاطع للغناء لا شعراً للقراءة. وقال الأستاذ: إنه لا يعرف من أين جاءت كلمة (الواج) التي لا معنى لها في قوله:

لو أنني في الواج ... أغلقت قلبي بالرناج

ولا يذكر لها أصلاً. أما (لو) في قوله:

أواه لو تكن معي ... حبيبتي ضياء عيني

فأصلها (إن) وقد حرفت في الطبع

وأنا لا أوافق الأستاذ الخميسي على ما ذهب إليه في إخضاع تأليف الأغنية للنغمات الغربية، وللأستاذ مذهبه وذوقه في الموسيقى الغربية، أما ذوقنا في موسيقى الشعر وغنائه فهو منطبق على الأوزان العربية، ولست ممن يستسيغون ذلك الذي يسميه النغم العالي، ثم هل يصح أن نؤلف كلاماً غير مفهوم لينسجم مع لحن ما؟ إننا إذن نحتاج إلى إعادة النظر في أن (كلامنا لفظ مفيد كاستقم) لنرى هل نستثني بعض الكلمات لغرض موسيقى، من كلامنا المفيد. . .

استقلال مجلس الإذاعة:

يتضمن قانون الإذاعة الجديد الذي تبحثه الجهات المختصة أن تمنح الإذاعة استقلالاً ذاتياً فيما يتصل بالأعمال الفنية. ولكنها تخضع في ميزانيتها العامة لوزارة الشؤون الاجتماعية وألا يكون مدير الإذاعة عضواً في مجلس إدارة الإذاعة وله أن يحضر جلساته بصفة مستمع فحسب، وكذلك المستشار.

وقد كان ذلك القانون مثار جدل وأخذ ورد بين إدارة الإذاعة وبين الجهات التشريعية في الحكومة، وكانت الإذاعة حريصة على المطالبة باستقلالها لتكون بعيدة عن التيارات الحزبية السياسية، وقد نالت هذا الاستقلال في الجانب الفني من أعمالها. ولكن هناك استقلالاً أهم من ذلك وأبعد أثراً في تأثير هذه الناحية الفنية وهو استقلال مجلس إدارة الإذاعة عن موظفيها من المدير والمستشار والمراقب وغيرهم

<<  <  ج:
ص:  >  >>