أثبتت معارك فلسطين مبلغ خطورته. والذي يزيد من حدة الدعوة إلى هذا الحذر من مثل هذا التعاون مع يهود فلسطين - مباشراً كان أم غير مباشر - المناصرة الشديدة التي يلقاها مشروع (مساعدة) الشرق الأوسط في البرلمان الأمريكي من الشيوخ والنواب الذين حملوا منذ سنين لواء العمل للمصلحة الصهيونية.
ليست الخيرات الكامنة في الشرق العربي وحدها هي التي تغري واشنطون بالتودد؛ ففي أمريكا الجنوبية أضعاف الخيرات التي في هذا الشرق. وليس خطر الشيوعية وحده هو الدافع لهذه (المساعدة)، ففي الصين وكوريا وفي أمريكا الجنوبية كذلك - وهي الباب الخلفي للعم سام - ثغرات من الفقر والجهالة أوسع مما في الشرق العربي، ومع ذلك فلا يضعها الأمريكان في طليعة الدول التي لها الأسبقية في (سخاء) الأمريكي. وليس الموقع الاستراتيجي وحده كذلك هو السبب الوحيد.
ولكن هذه الأسباب مجتمعة أوجدت حالة فريدة، تجتمع فيها المصلحة الاقتصادية الاستثمارية مع الحاجة العسكرية، وأخشى أن أقول مع المنفعة الصهيونية. فعلى الذين يتولون التوجيه في هذه الحالة مسؤولية فاصلة في الكيان الأساسي للعالم العربي.
وإذا كان لابد من مساومة فلتكن على أساس من المصلحة القومية تراعى في حرص وفطنة حاضر العرب ومستقبلهم، والتيارات الجارفة التي تحيط بهم.